أما فى آسيا الوسطى فقد توطدت النسطورية -التى كانت فى تنافس شديد مع المانوية والزرادشتية منذ وقت مبكر- عن طريق التجار والمبشرين، كذلك فإن المسيحية النسطورية وجدت تسامحا من الحكام المغول، وقد اشترك كثيرون من المسيحيين النسطوريين مع المغول والأتراك فى هجوم على بغداد (٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م). وفى عام ٦٨٠ هـ/ ١٢٨١ م انتخب راهب من أصل مغولى بطريركا وفى عهده شهدت الكنيسة النسطورية آخر فترة تتمتع فيها بالسلام، كما تغير مصيرها بعد أن تبنى الحكام المغول المذهب السنى فى الإسلام وفقد النساطرة كل نفوذ لهم وامتيازات وأصبحوا أكثر عرضة للاضطهاد. وفى ظل هذه الظروف تحول الكثيرون منهم إلى الإسلام. وكانت الضربة الأخيرة من تيمورلنك (٧٧١ - ٨٠٧ هـ/ ١٣٦٩ - ١٤٠٥ م) وفر الذين نجوا من الغزو عن طريق شمال العراق فى جبال هاكارى إلى غرب بحيرة "أوريميا". وحتى يتجنبوا التفكك جعلوا البطريركية وراثية فى عام ١٤٥٠. ولكن دبت الانقسامات بينهم لفترات طويلة. وكانت هناك اتصالات من جانب بعضهم مع روما -ولكن هؤلاء الذين لجأوا إلى جبال هاكارى- فى تركيا الحديثة تمسكوا بالبطريركية الوراثية ولم يقيموا أية علاقات مع روما، وقد أطلق رجال الآثار على هؤلاء النسطوريين الذين سكنوا الجبال اسم الآشوريين وقد ارتاح النساطرة لهذه التسمية. وقد تعرضوا لاضطهادات كثيرة بعد الحرب العالمية الأولى بل وللمذابح أيضًا، وعلى العموم فإن عددهم الآن لا يزيد على المليون.
[المصادر]
(١) es.P. Badgar: The Nesrorians and their ridnals
(٢) A. S. Tritton: The caliphs and thier non-muslim subjects