اليعقوبى شيعيا معتدلا من طائفة الموسوية المنتمية للشيعة الإمامية، وقد قضى فترة شبابه فى أرمينيا فى خدمة الطاهريين فى خراسان، وقد كتب كتابًا فى التاريخ وصل به إلى سنة ٢٥٩ هـ/ ٨٧٢ م بدأه بالحديث عن أنبياء بنى إسرائيل ثم تعرض لقصة المسيح عليه السلام والحواريين وأرخ لحكام الشام والأشوريين والبابليين والهنود والإغريق والرومان والفرس والترك والصينيين والمصريين والبربر والأحباش والبجا والزنوج ثم عرب الجاهلية، وتعرض فى الجزء الثانى من كتابه التاريخى هذا لميلاد الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وتابع التسلسل الزمنى حتى سنة ٢٥٩ هـ/ ٨٧٢ م. وبالإضافة لميوله الشيعية التى لم تؤثر -على أية حال- على سرده ولم تجعله ينحرف عن الموضوعية والصدق، فقد كان ميله لدراسة الفلك واضحًا لأنه كان يقدم لأى فترة حكم بالبروج وأوضاع النجوم، لكنه قلما يذكر مصادره التى اعتمد عليها.
وبعد سقوط دولة بنى طاهر ذهب اليعقوبى إلى مصر وفيها مات سنة ٢٨٤ هـ/ ٨٩٧ م, وقد كتب فى مصر كتابه (البلدان) الذى جمع مادته من الكتب ومن أفواه الرحالة والمسافرين وكان من الواضح أنه يهتم فى كتابه هذا بالجوانب الطبوغرافية والإحصائية، وقد قدر المسافات بما تستغرقه قطعها من أيام، كما اهتم بالأمور المالية خاصة الضرائب وقد بدأ كتابه بتفصيلات عن بغداد وسامّراء ثم تناول فارس وتوران مع شمال أفغانستان، وتناول الكونة فى سياق واحد مع غرب شبه الجزيرة العربية وجنوبها، ثم تناول البصرة ووسط شبه الجزيرة العربية، وقد ضاع الجزء الذى وصف فيه الهند والصين والإمبراطورية البيزنطية، ووصف الشام ثم مصر وبلاد النوبة فالمغرب وألحق بالكتاب قسما عن حكام سجستان حتى موت المنصور وبموته أصبحت سجستان مندمجة مع خراسان فى كيان واحد.
[المصادر]
(١) ياقوت الحموى: إرشاد الأريب فى معرفة الأديب، تحقيق Margoliouth ليدن ١٩٠٧, ١٩٣١ م.