بسفنهم هناك. وللسبب نفسه تم تخريب يافا ومينائها سنة ١٣٤٥ م وقد وصف الجغرافيون العرب يافا بأنها مدينة ساحلية صغيرة تحصينها جيد، وأنها بمثابة ميناء للقدس والرملة وأنها ذات تجارة مزدهرة وسوق عامرة أثناء السلم، أما زمن الحرب فإنها تكون عرضة لغارات عنيفة من الأعداء، ففى القرون الأولى للإسلام -على سبيل المثال- هاجمها الأسطول البيزنطى، ولحماية السواحل ضد هذه الغارات أنشأ المسلمون الرباطات (جمع رباط).
وبعد معركة مرج دابق سنة ٩٢٢ هـ/ ١٥١٦ م أصبحت الشام كلها فى حوْزة العثمانيين. ولم تبدأ يافا -التى كان قد اعتراها الخراب- تنتعش شيئًا فشيئا إلا فى النصف الثانى من القرن السابع عشر خاصة بعد بناء أرصفة الميناء. ومنذ سنة ١٧٧٠ م ولعدة سنوات، حارب باشا دمشق مع على بك وأتباعه للاستيلاء على المدينة التى ارتكب فيها المماليك مذبحة مرعبة فى ١٩ مايو سنة ١٧٧٦ م. وقد ارتكب الفرنسيون مذبحة أسوأ من تلك التى ارتكبها المماليك بعد استيلاء نابليون على المدينة فى ٦ مارس سنة ١٧٩٩ م إذ تم إطلاق النار على أربعة آلاف أسير وقد تفشى الطاعون فى الجنود الفرنسيين بعد دخولهم المدينة.
ودخل إبراهيم بن محمد على يافا سنة ١٨٣١ م لكنها عادت للأتراك ثانية سنة ١٨٤٠ م. وفى سنة ١٨٣٨ م حطم زلزال كثيرًا من مساكن المدينة وجانبا من تحصيناتها الدفاعية.
وفى ١٦ نوفمبر سنة ١٩١٧ م احتل الإنجليز يافا. منذ الحرب العالمية الأولى كان تطور يافا ونموها محدودين وكان سكانها فى حدود ٤٤.٠٠٠ نسمة فى حين أن تل أبيب المستعمرة اليهودية التى أنشئت سنة ١٩٠٩ م والتى كانت بمثابة ضاحيتها الشمالية. راحت تنمو وتتطور بسرعة لتصبح مدينة عصرية.