لم يتبق شئ من الجامع الأول الذى بنى مع المدينة عن قبل الخليفة المعتصم، وقد أعيد بناؤه تمامًا بأمر الخليفة المتوكل، وبدأ البناء فى عام ٢٣٤ هـ/ و ٨٤٨ م - ٨٤٩ م وفرغ منه فى فى شهر رمضان ٢٣٧ هـ/ فبراير - مارس ٨٥٢ م.
وهو يعد أكبر الجوامع الإسلامية إذ أنه يتكون من مساحة مستطيلة كبيرة بنيت بالآجر المحروق يبلغ طولها من الخارج حوالى ٢٤٠ م يبنما يبلغ عرضها من الداخل ١٦٥ م (أى أن طول ضلعيه بنسبة ٣: ٢) وعلى ذلك تقدر هذه المساحة بحوالى ٣٨.٠٠٠ م ٢. ولا تزال هذه المساحة الخارجية هى الباقية فقط بحالة جيدة ويبلغ سمك الجدران ٢.٦٥ م وتدعمها أبراج نصف دائرية يبلغ قطرها ٣.٦٠ م وتبرز عن سَمْت الجدران بحوالى ٢.١٥ م.
ومن هذه الأبراج أربعة أبراج ركنية بواقع برج بكل ركن واثنا عشر برجا فى كل من الجدارين الشرقى والغربى وثمانية أبراج فى كل من الجدارين الشمالى والجنوبى وبذلك يصل عدد هذه الأبراج إلى أربعة وأربعين برجًا ويبلغ طول الجدران بين هذه الأبراج ١٥ م، كذلك يوجد ستة عشر بابا مستطيلا يتوج فتحاتها أربطة خشبية يعلو كل رباط منها عقدا عاتقا.
والأبراج كلها فى غاية البساطة بينما يزخرف الجزء العلوى للجدران فيما بين هذه الأبراج إفريز ذو ست دخلات مربعة مجوفة ذات حافات