ابن سعد بن ربيعة النصرى - زعيم بدوى، معاصر لمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] ينتمى إلى عشيرة بنى نصر بن معاوية من قبيلة "قيسى" ذات النفوذ فى هوازن، والتى تزعمها فى غزوة "حنين" ضد المسلمين. . وبسبب دوره هذا دخل التاريخ.
ونحن لا نعرف إلا القليل عن حياته المبكرة، ولكننا قد نزعم أنه وجد -فى فترات مبكرة- فرصا ليظهر شجاعته وإقدامه. وقد كان لا يزال أمرد (لا لحية له) -أى فى سنوات مراهقته المبكرة- عندما قاد كتيبة من هوازن فى حرب "الفجار"(الأغانى).
وربما يرجع هذا التميز إلى المكانة التى كانت تتمتع بها عشيرته -بنى نصر بن معاوية- بن بنى هوازن. ولما كانت بنو نصر حلفاء لقبيلة ثقيف (الأغانى) فقد وجدوا أنفسهم فى وضع مماثل بالنسبة لثقيف ومدينة الطائف، و"الأحابيش" بالنسبة لقريش ومكة. وقد بعثوا بالمرتزقة إلى الطائف، وقاموا بمهمة الدفاع عن المدينة، وحماية البساتين الجميلة التى تغطى أراضى ثقيف من أعمال النهب التى يقوم بها المغيرون. وكانت العلاقات بينهما هادئة وودية بشكل عام، ولكن كان يحدث من حين لآخر -وبسبب النزعات الفوضوية لدى البدو عندما تكون لهم اليد العليا- أن ينتهكوا حرمة أراضى حلفائهم، مواطنى مدينة الطائف. . وهذا الموقف يجعلنا نتفهم السبب فى أن ثقيف -فى الصراع الذى كان على وشك أن يتطور ضد الإسلام- كانت على استعداد للزحف تحت لواء قائد بدوى.
وفى العام الثامن للهجرة (٦٢٩ م) كان محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] يستعد على رأس قوة كبيرة لمهاجمة مكة. وقد أقلعت هذه الأنباء هؤلاء الذين يعيشون فى جبال السروات (السراة) وتساءلوا فيما بينهم ألن يحاول الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-]-عندما يصبح سيد مكة- أن يغزو بلادهم. وفى هذه الأثناء نجح مالك بن عوف فى أن يضم -من أجل الدفاع المشترك- أغلبية