الذى قوى موقفه أمام القواد. ولقد قام السلطان لاجين بعد ذلك بنفس المحاولة الإصلاحية سنة ٦٩٧ هـ/ ١٢٩٨ م، وكانت سببًا رئيسيًا فى إغتياله.
وكانت فترة السلطنة الثالثة للناصر محمد فترة الحكم الأوتقراطى وفى بعض الأحيان كان حكمه جائرًا. ولقد ثبت إحرازه للقوة والسطوة من خلال ثلاث مناسبات (فى سنوات ٧١٢, ٧١٩ , ٧٣٢ هـ) ثم وتوفى الناصر محمد فى ذى الحجة سنة ٧٤١ هـ/ يونيو ١٣٤١ م، بعد أن أختار ابن أبا بكر خليفة له
[- سطوة القواد]
رغم أن ثلاثة أجيال من نسل السلطان الناصر محمد قد خلفوه فى الحكم، فالواقع أن إثنى عشر واحدًا منهم قد حكموا فى أقل من نصف قرن مما تشير إلى ضعفهم. ولقد كان أغلبهم صغارا وعديمى الخبرة وكان بعضهم أطفالًا، ينقصهم الأساس الذى قام عليه الحكم المملوكى وكان وراء هؤلاء الحكام شخصيات قيادية تحكمت فى الدولة، وتصارعوا فيما بينهم على السلطة. ولقد حدثت إضطرابات سياسية عقب وفاة الناصر محمد مباشرة. فبعد ثلاثة أسابيع من موته، حصل قوصون على موافقة أبى بكر بالقبض على بْشَتكْ وجرده من أمواله وصفى ثروته الكبيرة ومخصصاته. وأرسل الأمير المخلوع إلى الإسكندرية، حيث أعدم هنالك بعد وقت قصير.
وليس هنالك من فائدة تذكر من ذكر تفاصيل التاريخ السياسى لبقية أسرة قلاوون فى هذا المقال على أن الشخص الوحيد من هؤلاء السلاطين الذى خلف والده الناصر محمد وقام ببعض الإصلاحات الناجحة هو السلطان الناصر حسن الذى ولى السلطنة وهو فى الحادية عشرة من عمره بعد قتل أخيه وسلفه لكن هذا السلطان قتل هو الآخر فى (جمادى الأولى ٧٦٢ هـ/ مارس ١٣٦١ م). وفى ربيع الثانى ٧٦٨ هـ/ ديسمبر ١٣٦٦ م، توفى يلبغا الذى كان قد أطاح بالناصر حسن لكن حدث بعد ذلك بست عشرة سنة أن أطاح برقوق بن أكس، الجركسى، بآخر حكام بيت قلاوون