للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الغريب أيضًا ترميم الوزير الأفضل لجامع ابن طولون الذى أضاف إليه محرابًا فى عام ٤٧٨ هـ/ ١٠٩٤ م ولم تُحْذَف من عليه شهادة عَلِىّ ولى اللَّه.

[المدارس]

وعلى العكس من ذلك فقد وضع الأيوبيون ثقتهم فى مؤسسة المدرسة لمحاربة الدعوة الفاطمية، ولكن هذه المنشآت لم يحفظها الزمن. ومن أول هذه المدارس التى أنشأها صلاح الدين بعد استيلائه على السلطة: المدرسة الشافعية المقامة بالقرب من قبة الإمام الشافعى فى القرافة الجنوبية والتى بدأ فى بنائها عام ٥٧٢ هـ/ ١١٧٦ م ولم يتبق منها شئ الآن فيما عدا تابوت رائع من خشب "التك" للإمام الشافعى صنعه النجار عبيد بن معالى سنة ٥٧٤ هـ/ ١١٧١ م. وقد قام أهل السنة باستغلال المشهد الفاطمى لأغراضهم الخاصة. وقد استمرت عناصر المدرسة تقريبًا حتى القرن ١٢ هـ/ ١٨ م، ولكن قبة الشافعى حظيت بتحول هام فى عصر الملك الكامل محمد الذى بنى فى ٦٠٨ هـ/ ١٢١١ م ضريحًا بقبة خشبية ورمم أكثر من مرة منذ ذلك التاريخ وظل هذا الضريح هو الأكثر تبجيلا فى القاهرة. ويوجد أثر آخر يرجع إلى عهد الكامل محمد فى سوق النحاسين هو بقايا المدرسة الكاملية التى تعود إلى عام ٦٢٢ هـ/ ١٢٢٥ م [دار الحديث الكاملية].

ولكن الأثر الأكثر حظا بين الآثار الأيوبية هو المدرسة ذات الإيوانيين الموجودة فى قصبة القاهرة (الشارع الرئيسى فى القاهرة الفاطمية). وتختص هذه المدرسة التى شيدها (سنة ٦٤١ هـ/ ١٢٤٣ م) الملك الصالح نجم الدين أيوب بمئذنة تعلوها مبخرة أعلى القبو الأوسط الذى يفصل الإيوانيين خارجًا عن واجهة مزينة على الممر تتبع تقليد زخرفة الواجهات المطلة على صحن الجامع الأزهر. والمدارس مُتَخَرَّبَة تقريبًا رغم أن تاج قبو الإيوان الغربى للمدرسة الواقعة على اليسار يحتوى على صنجات مُعَشَّقَة فى أصل الحجر، وهى خاصية معمارية لم تلفت إطلاقا انتباه الأثريين الذين عملوا بالقاهرة رغم تكرارها فى القرنين