للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسائل الصعبة، ولما مات الخفاجى سنة ١٠٦٩ هـ (= ١٦٥٩ م) استحوذ عبد القادر على معظم مكتبة شيخه وزاد فيها ويقال إنه كان بها ألف ديوان من شعر العرب العاربة وشروحها. ثم زار اسطنبول فى ذى الحجة سنة ١٠٧٧ هـ وأمضى بها أربعة أشهر عاد بعدها إلى مصر وتعرف فى هذه السنة ذاتها بإبراهيم باشا كتخدا والى مصر الذى عرف قدره فأكرمه ورافقه، فلما خلع كتخدا بعد بضع سنوات وعاد إلى وطنه عبر الشام صحبه عبد القادر فى رحلته ودخل معه أدرنة حيث تعرف بوزير تركيا كوبريللى زاده واهدى إليه مؤلفه الكبير "شرح بانت سعاد لابن هشام". ويذكر المحبى (وهو ولد أحد اصدقائه القدماء) أنه رآه فى ادرنة حينذاك وهو موضع التقدير العظيم من كبار الشخصيات التركية البارزة، ثم أصابه مرض فى عينيه فقد معه بصره فعاد إلى القاهرة وما لبث أن مات بعد قليل، وكان عبد القادر بن عمر البغدادى يحفظ مقامات الحريرى عن ظهر قلب وكثيرا من الدواوين الشعرية والمنظومات الفارسية والتركية، وكان ملما إلماما كبيرا بعلوم اللغة العربية وتاريخ العرب والفرس والأمثال والأخبار العربية وله من الكتب "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب"، وقد بدأ فى وضعه بالقاهرة سنة ١٠٧٣ هـ (١٦٦٣ م) وانتهى منه سنة ١٠٧٩ هـ وأهداه إلى السلطان العثمانى محمد الرابع. كما أن له كتابا آخر هو "شواهد شرح الرضى على شافية ابن الحاجب"، وله أيضا تعليق على شرح بانت سعاد لابن هشام (وهو مخطوط فى مكتبة رامبور بالهند)، وله شرح المقصورات الدرية وشرح التحفة الشاهدية باللغة العربية.

[المصادر]

(١) أبو علوى الخضرمى: عقد الجواهر.

(٢) المحبى: خلاصة الأثر ٢/ ٤٥١.

(٣) عبد العزيز الميمنى: إقليد الخزانة.

(٤) سامى بكع: قاموس الأعلام.