رفضهم دفع الجزية- أن يبعث إليهم بحملة لتاديبهم (البلاذرى - الفتوح) وثمة حملة أخرى أكبر بعث بها المتوكل بقيادة قائده الشهير "بوغا الكبير" فى عام ٢٣٢ هـ/ ٨٤٦ م ليضع حدا لأعمال النهب والسلب التى كانوا يقومون بها وأدت هذه الحملة إلى تشتيت القبيلة -ولكنهم سرعان ما عادوا إلى عاداتهم القديمة فكانت حملة سيف الدولة الحمدانى فى القرن الرابع الهجرى العاشر الميلادى.
ومما دفع إلى شهرتها هجاء جرير لها بقوله "فغض الطرف انك من نمير. . فلا كعبا بلغت ولا كلابا" وينتمى إليها عدد من الشعراء البارزين منهم "الراعى" وولده "جندل". . و"أبو حيان"(أوائل العصر العباسى) و"جيران العود" الذى نشر ديوانه فى القاهرة ١٣٥٠ هـ/ ١٩٣١ م (مطبوعات المكتبة المصرية).
[المصادر]
(١) ابن دريد: كتاب الاشتقاق.
(٢) ابن قتيبة: كتاب المعارف.
بهجت عبد الفتاح عبده [ج. ليفى ديلافيدا Y. Levi della Vida]
[نهاوند]
مدينة فى جبال زاجروس الواقعة غربى فارس فى إقليم "جيبال" الإسلامى فى العصور الوسطى وهى تقع على الطريق الجنوبى الذى يأتى من "كرمنشاه" ويؤدى إلى وسط فارس (اصفهان) متحاشيا مسيف "الواند" الذى يرتفع إلى الغرب من "همدان" ومن هنا كانت أهمية المدينة فى حروب فارس مع جيرانها فى الغرب.
ويبدو أن موقع نهاوند كان مأهولا منذ عصور ما قبل التاريخ -ويقول ابن الفقيه (مختصر كتاب البلدان) إن المدينة كانت موجودة قبل الطوفان. وفى عصر الساسانيين كان إقليم نهاوند يشكل إقطاعية لأسرة كارن (كما يقول الدينورى) وكان هناك معبد للنار. وفى عصر المغول كانت نهاوند تضم ثلاث مناطق "ملاير"(التى تعرف الآن باسم دولتا باد) واسفيذان (اسبيداهان) وجهوق.
وبالقرب من نهاوند وقعت أشهر معركة قررت مصير هضبة ايران، حيث هزم القائد الكوفى النعمان بن مقارن