بعد وفاة النعمان أصبحت الحيرة تحت سيطرة عربى من "بنى طى" هو "اياس بن قبيصة" لمدة تسع سنوات ٦٠٢ - ٦١١ م بمعونة فارسى اسمه نهيرجان، بعدها صارت تابعة مباشرة لحكم فارسى حتى فتحها خالد ابن الوليد عام ٦٣٣ م، وكان آخر الأمراء المعروفين فى تلك الفترة هو "النعمان" الذى شارك فى حروب الردة فى البحرين وهزمه العلاء بن الحضرمى عام ٦٣٣ م.
٢ - الثقافة: تحدد مسار تاريخ اللخميين بفعل عاملين هما، الموقع الجغرافى لعاصمتهم "الحيرة" وعلاقاتهم بفارس الساسانية، ورغم الاستقلال النسبى الذى كانوا يتمتعون به إلا أنهم كانوا أتباعا للساسانيين يؤدون لهم وظائف معينة هامة، وكانوا درعهم ضد هجمات بدو شبه الجزيرة العربية، وكانوا يؤكدون نفوذهم فى الجزيرة وخاصة فى منطقة البحرين وعمان وقد حكموهما نيابة عن الفرس وكانوا رأس رمحهم حيال البيزنطيين وتوابعهم من الملوك الغساسنة، كما قاموا بحماية مصالحهم التجارية فى شبه الجزيرة خاصة تأمين طرق القوافل التى ربطت "الحيرة" مع جنوب الجزيرة العربية من الناحية التجارية.
وينعكس ارتباطهم الايجابى بالفرس فى مختلف أشكال حياتهم العسكرية والسياسية والاجتماعية وكذا فى حضارتهم وثقافتهم المادية التى سيطر عليها النفوذ الفارسى فى مجالات مختلفة كالعمارة والأزياء والطعام والشراب والموسيقى.
وكانت فارس الزرادشتية أيضًا هى العامل الحاكم فى موقف اللخميين من المسيحية، فقد كان من الطبيعى أن يكره الساسانيون اللخميين لتبنيهم لديانة تبشيرية لها عالميتها، خاصة بعد تحول عدوهم التقليدى "روما" إلى تلك الديانة أيضا. فقد اعتنقها "امرؤ القيس" ثانى حكام بنى لخم وهى حقيقة تفسر جزئيًا انشقاقه ولجوئه للروم. ثم كان آخر ملوك بنى لخم "النعمان" الذى تبناها صراحة ولأنها كانت على المذهب "النسطورى فى مواجهة المذهب "الخلقدونى" الذى تبنته بيزنطة وقد أصبحت عاصمتهم هى المركز الأكبر