عبد الرحمن بدوى - الكويت ١٤٠٦ هـ/ ١٩٨٥ م. وفيما يتعلق بالحكمِة الإسلامية فيمكن الرجوع إلى "الأمثال والحكم" للمواردى (ت ٤٥٠ هـ/ ١٠٥٨ م) تحقيق فؤاد عبد المنعم أحمد - قطر ١٤٠٣ هـ/ ١٩٨٣، وكتاب الحكم لابن عطاء.
[ثالثا: المجموعات العربية]
لا يوجد فرع من فروع الأدب العربى القديم نستطيع أن نحدد بدايته وتطوره ونهايته مثلما نستطيع تحديده فى فرع "الأمثال" ويمكن إيجاز ذلك على النحو التالى:
جاءت بداية تسجيل الأمثال وأخبارها بناء على رغبة تولدت لدى الخليفة المهدى (١٥٨ - ١٦٩ هـ/ ٧٨٥ - ٧٧٥ م) حيث كان المفضل الضبى معلما له فى بغداد، وكتب له ٣٠ قصيدة من الشعر العربى القديم وهى المجموعة التى اشتهرت فيما بعد باسم "المفضّليات" وهذه الأشعار لم تصل إلينا بنصها الأصلى بل طبقا لرواياتها فى العهود المتأخرة، وهى روايات يختلف بعضها عن بعض -فى أجزاء منها- اختلافا شديدا. أما نص الأمثال الذى وصل إلينا فيرجع إلى الطُّوسى وهو تلميذ لابن الأعرابى (ت ٢٣١ هـ/ ٨٤٥ م) الذى كان ابن زوجة المؤلف وأحد تلاميذه (حوالى ١٧٠ هـ/ ٧٨٦ م) وهذا دليل على أن المفضل لم يترك لنا نسخة مكتوبة بعينها بل انتقلت إلينا مجموعة أمثاله -هى وأخبارها- شفاهيا وبأشكال مختلفة ولم تسجل كتابة إلا على يد تلاميذه وتلاميذ تلاميذه, لأن النسخة المكتوبة لم تكن متاحة للرواة بل كانت مخصصة لبلاط الخليفة. هذا شبيه بما حدث لكتاب "الأمثال" المنسوب للمؤرِّج (ت ٢٠٤ هـ/ ٨١٩ م) فقد وصلنا من خلال رواية أملاها تلميذه أبو على اليزيدى فى عام ٢٦٣ هـ/ ٨٧٦ م. ولا يمكن القول إن ما سجل من إملاء أو رواية يتطابق مع اقتباسات المؤرِّج التى وردت فى أدب الأمثال بدءا من أبى عبيد وحتى الميدانى -هذان المثالان وأمثلة أخرى مستمدة من فروع الأدب الأخرى تجعلنا ننظر بحذر إلى أية افتراضات أو أحكام صدرت فى وقت لاحق.