للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن تكون الدخلة أى المباشرة الفعلية للزواج قد تمت بعد موقعة بدر) أو فى شهر رمضان فى السنة الثالثة للهجرة (٦٢٥ م)، أما الحسين فتم الحمل به بعد خمسين يوما من مولد الحسن، وولد سنة ٤ هـ (٦٢٦ م) فى أوائل شهر شعبان، وبالإضافة للحسن والحسين فإن هناك مولودًا ثالثا هو مُحَسِّن أو مُحْسن وقد مات عند ولادته أو ولد ميتا، وأَنجبت فاطمة بنتين سمتهما على اسم أختيها: أم كلثوم وزينب.

[الخلافات الزوجية]

لم يكن علىّ وفاطمة يعيشان فى وفاق دائم، وكان علىّ (كرم اللَّه وجهه) يعامل فاطمة بالغلظة فكانت تشكوه لأبيها، وكان البشر يعلو وجه الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] عندما يوفق بينهما. لكن حدثت مشكلة ذات خطر حقيقى عندما عرض بنو هشام بن المغيرة (من قريش) على علىّ بن أبى طالب (كرم اللَّه وجهه) أن يتزوج منهم فلم يمانع علىّ لكن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- رفض قائلا: إن فاطمة (بضعة منى) وأن ما يؤذيها يؤذيه (عن الأحاديث فى هذا الموضوع راجع الترمذى) وكذلك اعترض النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] على محاولة على الزواج من ابنة أبى جهل على أساس أن ابنة نبى اللَّه وابنة عدو اللَّه (أبى جهل) لا تعيشان فى بيت واحد، وفى هذه المرة كرر النبى أيضا قوله: (إنها بضعة منى) وذكر النبى ما يفيد أن عليا إن أراد أن يتزوج من ابنة أبى جهل فعليه أن يطلق فاطمة أولا أحمد بن حنبل: مسند أحمد، القاهرة، ١٣١٣، جـ ٤، ص ٣٢٦، البخارى، جـ ٢، ص ٤٤٠) وقد ذهب بعض المؤلفين استخلاصا من هذه الواقعة أن تلك إحدى (خصائص) فاطمة ابنة النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-].

وقد كنى النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] علىّ بن أبى طالب بأبى تراب، لأن عليا كان إذا اختلف مع زوجته فاطمة كظم غيظه وترك البيت حتى لا يرد عليها ردا غليظا، ووضع التراب على رأسه، فلما رآه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يفعل ذلك اسماه أبا تراب *.


* التفسير المعروف لهذه الكنية أن الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وجد على بن أبى طالب نائما فى المسجد وقد تساقط عليه التراب، فنفضه عنه وأيقظه وقال له مداعبا "قم يا أبا تراب"). [المترجم]