للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انسحب بعد موت عثمان بن عفان. ويستفاد من المصادر الصينية أن "بيروز Peroz بن يزد جرد الثالث حاول بعد ذلك أن يستولى على سجستان وأن يقيم بها. وكان عبد الرحمن بن سمرة رسولًا مع عبد اللَّه بن عامر فى الوفد الذى أرسله معاوية بن أبى سفيان إلى الحسن بن على (رضى اللَّه عنهما). ولما كان عام ٤٣ هـ أرسله للاستيلاء على سجستان كما استولى على كابول بعد حصار دام بضعة أشهر، ثم قاد بعد ذلك حملة إلى الرُخَّج المعروفة فى المراجع الغربية باسم Araehosia وزبولستان وهنا هاجم كابول مرة ثانية واستولى عليها إذ كانت قد عادت للانتفاض والأرجح أن ذلك كان سنة ٤٥ هـ/ ٦٦٥ م ومن ثم استقدمه معاوية إليه لكن ما لبث أن أعيد إلى ما كان عليه بعد قليل من استعمال زياد على البصرة، وقد عاد عبد الرحمن بن سمرة من حملته الأخيرة بطائفة كبيرة من أسرى كابول استعملهم فى بناء مسجد له بقصره فى البصرة، فبنوه على نمط مساجد كابول ومات ابن سمرة فى سنة خمس وخمسين للهجرة (= ٦٧٠ م) بالبصرة، وتمكنت ذريته من أن يجعلوا من أنفسهم قوة كبيرة وأسرة ذات نفوذ عظيم خلال القرن التالى.

[المصادر]

(١) البلاذرى، فتوح البلدان، طبعة Schlossinger, القدس ١٩٣٦ - ١٩٣٨، ص ٣٦٠، ٣٩٤، ٣٩٦، ٣٩٧.

(٢) ابن سعد، الطبقات الكبرى، طبعة H.Sachau، ليدن ١٩٠٥ - ١٩٤٠.

د. حسن حبشى [هـ. أ. ر. جب H.A.R. Gibb]

[عبد الرحمن شانجة]

هو عبد الرحمن بن محمد بن أبى عامر الملقب بشانجويلو (أى شانجة الصغير) وهو من ناحية أمه -حفيد شانجة غرسية الثانى (ملك بامبلونة الباسكى) أما أبوه فهو الحاجب المعروف بالمنصور بن أبى عامر، وقد خلف أخاه الأكبر عبد الملك المظفر يوم وفاته يوم ١٦ صفر ٣٩٩ هـ (٢٠ أكتوبر ١٠٠٨ م) بموافقة من الخليفة الأموى هشام الثانى المؤيد باللَّه.