وتوجد نماذج عديدة مختلفة من المنابر على ساحل شرق إفريقية. وكان لمساجد الجمعة هناك منذ العصور الوسطى وحتى القرن التاسع عشر الميلادى منبر حجرى يتكون من درجين ومقعد أما فى زنجبار فيوجد درج واحد ومقعد، على حين يوجد فى غيرها منابر لها ثلاثة درجات وفى كل هذه الحالات نجد الدرج الأسفل مسطح للغاية، ويُعرف فى اللغة السواحيلية باسم "كيابو"، أو مكان القسم المقدس. والشخصى الذى يريد أن يقسم يقف على هذا الدرج، ويلمس المنبر.
ولقد بنى مسجد أنجوانا الجامع فى كينيا، مؤخرًا سنة ١٥٠٠ - ١٥٥٠ م، وكان لمنبره سبعة درجات. وفى العصر الحديث بُنيت منابر حجرية فى مساجد لامو. وهنالك منبران خشبيان وحيدان فى شرق إفريقيا، أحدهما منبر مسجد الجمعة فى لامو الذى ترجع نقوش إنشائه إلى سنة ٩١٧ هـ/ ١٥١١ م، وهو موجود فى "سوو" ٩٣٠ هـ/ ١٥٢٣ م كما يوجد منبر محمول يستخدم فى أيام الأعياد فى قرية صغيرة قرب دار السلام بتنزانيا تسمى "ماجوجونى"، وهو يتكون من مقعد خشبى بسيط قائم على قاعدة مسطحة وفى بعض مساجد الجمعه، يتخذ المنبر شكل منصة بارزة داخل بنيان داخلى خلف حائط القبلة. ومن الممكن الوصول إليه بدرج من الداخل، أو من داخل المحراب. ويشبه المنبر فى هذه الحالة نافذة تقع عند ميمنة المحراب. وتزود هذه المنابر فى بعض الأحيان بدرابزين ليتكئ الواعظ عليه. ويتصل الدرج فى بعض الأحيان بحجرة خُصصت كمكتب للإمام، وتزود هذه الحجرة أيضًا بباب خارجى ومع أن تاريخ هذه المنابر غير معروف، إلا أن الروايات المحلية تشير إلى أنها فى الغالب تنتمى إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
[المصادر]
(١) البتنونى، الرحلة الحجازية.
(٢) الأزرقى، أخبار مكة.
(٣) المقريزى، الخطط.
(٤) ياقوت، معجم البلدان.
د. عطية القوصى [ج. بيدرسن، فريمان جرنفيل Bedersan, F. Grnville]