باب الأبواب)، وأرسل حبيب بن مسلمة لفتح تفليس. وأورد الطبرى صلحًا مع أهل هذه البلدة يرجع تاريخه إلى نفس العام، لكن الصلح الفعلى تم سنة ٢٥ هـ/ ٦٤٥ م فى عهد خلافة عثمان بن عفان، وبعد أن فتح حبيب بن مسلمة أرمينيا وجَّه نظره إلى جورجيا, ولقد امتثل أمامة المبعوث الجورجانى وأخبره بأن بطريق الجرزان وشعبه قد دخلوا فى الطاعة.
ولقد وجه حبيب رسالة إلى سكان تفليس فى رستاق منجاليس فى الجرزان يؤمنهم على دينهم، ولكنه أرسل إلى تفليس العالم عبد الرحمن بن جازع لشرح شرع الإسلام، وبالطبع فقد تحول أهالى المدينة سريعًا إلى الإسلام.
وبعد فتح تفليس مد حبيب حملاته ومعاهداته مع مناطق أخرى يسكنها الجورجان وجيرانهم.
ومن عهد حملة حبيب إلى عهد المتوكل (٢٥ - ٢٣٢ هـ/ ٦٤٥ - ٨٤٦ م) دفع الجورزان والأفخاذ (الجورجان الشرقيون والغربيون) الجزية والخراج للقائد العسكرى المسلم فى تفليس. ومنذ عهد يزيد الثانى (١٠١ - ١٠٥ هـ/ ٧٢٠ - ٧٢٤ م) لدينا خطاب يؤكد فيه جراح بن عبد اللَّه للجرزان الضمانات التى أعطاها لهم حبيب بن مسلمة، وهنالك درهم لعبد الملك بن مروان اشتُهر بأنه ضُرب فى تفليس سنة ٨٥/ ٧٠٤ م.
[العباسيون وجورجيا]
فى سنة ١٤١ هـ/ ٧٥٨ م قام الخزر تحت قيادة رأس طرخان بغزو أرمينيا، ويقول الطبرى (جـ ٣، ص ٣٢٨) متحدثًا عن نفس الواقعة فى حوادث سنة ١٤٧ هـ/ ٧٦٤ م، إنه خلال غزو أستارخان الخوارزمى، وقع فى الأسر كثير من المسلمين والذميين ودخل الأتراك تفليس.
ووقعت غزوة ثانية للخزر فى سنة ١٨٣ هـ/ ٧٩٩ م, لكن المؤرخين العرب لم يذكروا أنه استولى على تفليس. ومن الحكام الذين أرسلهم هارون الرشيد إلى أرمينيا: القائد خزيمة بن