التخوم الشمالية. والحق أن هذا الاختيار قد أملته فى الأصل رغبة أسرة قاجار التركية: ألا يكونوا بعيدين كل البعد من أسترآباذ، وهى الإقطاع الذى توارثوه أبا عن جدّ، وأن يظلوا على صلة وثيقة بالقبائل التركية فى فارس الشمالية. وقد أكد معظم الرحالة المتقدمين (Olivier جـ ٥، ص ٨٧؛ Dupre جـ ٢، ص ١٨٧؛ Flandin جـ ١، ص ٢٣٥) عدم ملاءمة هذا الموقع لقصبة البلاد (الافتقار إلى المياه، والجو الوخم، والبعد عن الطرق الكبرى). وقد أمكنت معالجة بعض هذه العيوب إلى حد كبير بفضل التحسينات التى أدخلت منذ أيامهم، غير أن العيب الرئيسى، وهو موقع المدينة الشاذ، سوف يُحس به عندما تتضح أهمية تنمية الموارد الطبيعية لجنوبى فارس بالنسبة لحياة بلاد فارس كلها. وقد أحصى كروث (Persien: H. Grothe؛ فرانكفورت سنة ١٩١١، ص ٩٨ - ٩٩) بُعد طهران عن سائر بلدان فارس الكبرى كما يلى:
طهران - أنزلى ٢٢٠ ميلا
طهران - تبريز ٣٦٠ ميلا
طهران - مشهد ٥٧٨ ميلا
طهران - محمره ٦٦٠ ميلا
طهران - بوشهر ٧٦٤ ميلا
طهران - بندر عباس ٩٨٠ ميلا
[الطرق]
هناك طرق طبيعية لا بأس بها تربط القصبة بالأقاليم. وقد أنشا المهندس النمسوى كاستيكر خان سنة ١٨٧٥ طريقا لا يصلح إلا لعبور الخيل والبغال يصل بين طهران ومازندران، وبدأ الفرس بين عامى ١٨٨٣ و ١٨٩٢ فى إنشاء طريق للعربات أتمته آخر الأمر شركة إخوان لينش الإنجليزية Brothers Lynch ويبلغ طوله خمسة وتسعين ميلا. ويتم الاتصال بروسيا عن طريق قزوين - تبريز - جلفا - تفليس. وفى عام ١٨٥٠ أنشئ خط بحرى منتظم يربط بين باكو وأنزلى على متن البواخر الروسية. والطريق المستقيم بين طهران وبحر قزوين، وإن كان لا يزيد على سبعين ميلا، إلا أن ممر ألبرز كان على الدوام شاقا كل المشقة. وقد حصل الروس سنة ١٨٩٣ على امتياز إنشاء طريق للعربات بين رشت