الفاصلة، إلا أنه استولى على الفسطاط الذى كان يقيم فيه الخليفة والسلطان والقضاة لعدم كفاية الحراسة التى أقيمت عليه، ومن ثم تم له النصر، زد على ذلك أنه انتصر فى الوقعة التى نشبت من بعد. وأسرع بأسراه ذوى الشأن إلى القاهرة، على حين كان أحد أنصاره، وهو الأمير بطا، قد استولى على القلعة ونادى به سلطانًا فى صلاة الجمحه. ثم عزل الخليفة حاجى عن العرش بأمر من برقوق، وأفرد له مكانا يقيم به فى القلعة، ولكن برقوقًا راح يحسن معاملته ويكثر من زيارته؛ وقد كف برقوق عن هذه الزيارات من بعد، ذلك أن حاجى، وكان غليظ القلب، أساء معاملة إمائه وكان يأمر بأن تعزف الموسيقى وتنشد الأناشيد حتى لا تسمع صياحاتهن. وقد ألف أيضًا شرب الخمر واخذ يمطر برقوقا بوابل من الإهانات كلما زاره، وانتهت أسرة قلاوون العظيم بهذا الوريث الإمَّعة.
[المصادر]
(١) Gesehichte de Chalifen: Weil جـ ٥، ص ٥٣٨ - ٥٤٠ و ٥٥٦ - ٥٧١.
(٢) المنهل الصافى، باريس، المخطوط العربى رقم ٢٠٦٨ - ٢٠٧٣.
صبحى [سوبرنهايم M.Sobernheim]
[الملك الصالح]
صلاح الدين صلاح ابن السلطان محمد الناصر من بيت قلاوون، وقد نصب سلطانًا وعمره أربعة عشر عاما بدلًا من أخيه حسن، على إثر خلاف نشب بين المماليك سنة ٧٥٢ هـ (١٣٥٧ م)؛ ولم ينته الشقاق بين الأمراء فى عهده. وكان من العوامل ذات الشأن فى ذلك أيضًا الخلاف الدائم بين حكام الولايات الشآمية وأعيان البلاط فى القاهرة، وقد استطاع بفضل هيبته إبان حملته على الشام أن يسحب هؤلاء الحكام من صفوف الثوار وأن يوقع الهزيمة بهم. ومن ثم نشب الخلاف من جديد بين أحزاب القاهرة. وقد حال انغماسه فى اللذات بينه وبين تولى شئون الحكم بنفسه حتى يحول دون سيطرة أى أمير من الأمراء وأتباعه على الحكم، ولذلك وقع فريسة لدسائس الأمراء، وخلع عن العرش سنة ٧٥٥ هـ