(بتشديد الراء وكسرها) وكان فى الأصل المبرَّد (بتشديد الراء وفتحها) أى المثبت للحق ولكن البعض غيّره ومن ثم التصق به وهو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدى (وترجع سلسلة نسبه إلى الجاهلية) وهو فقيه مشهور فى اللغة، ولد فى البصرة فى العاشر من ذى الحجة ٢١٠ هـ/ الرابع والعشرين من مارس ٨٢٦ م. وتقول الروايات إنه بدأ علاقته الوثيقة بكتاب سيبويه فى حلقات "أبى عمر الجرمى"(المتوفى عام ٢٢٥ هـ/ ٨٣٩ م) وأبى عثمان المازنى. كما أنه اشترك فى المناقشات العلمية بين "أبى حاتم السجستانى (المتوفى عام ٢٢٥ هـ/ ٨٦٩ م) الذى كان تلميذًا للأصمعى، وأبى الفرح الرباشى"(المتوفى عام ٢٥٧ هـ/ ٨٧١ م) حول المسائل اللغوية التى ترتبط بالقرآن والحديث والشعر والأدب. وبسبب سلوكه ومظهره ولغته النقية وحججه القوية فى الجدل، كان يترك انطباعا طيبًا لدى الجميع. وفى هذه الأجواء تقبل لقبه غير الشائع نسبيا. وفى البصرة أيضًا التقى مع الجاحظ. وفى عام ٢٤٦ هـ/ ٨٦٠ م استدعى إلى قصر الخليفة المتوكل لسامراء (٢٣٢ - ٢٤٧ هـ/ ٨٤٧ - ٨٦١ م) ونتيجة لذلك استقر فى بغداد حيث توطدت شهرته كحجة كبيرة فى أمور اللغة العربية. وهناك ألزم نفسه بالنشاط التعليمى على نطاق واسع، حتى وفاته فى ٢٨ ذى الحجة ٢٨٦ هـ/ ٤ يناير ٩٠٠ م (رد قبل ذلك بعام) ومن بين تلاميذه نفطويه وابن كيسان، والزجّاج والأخفش الصغير وابن السراج و"الصولى".
وكانت له فى بغداد مجالس مع علماء اللغة العربية، وجرت فيها مناظرات بينه وبين ثعلب وأكثر ما كانت هذه المناقشات العلمية تجرى فى المساجد بل وفى الميادين العامة، ويحضرها عدد كبير من التلاميذ والمستمعين -وقد أدت المنافسة بين هذين العالمين الكبيرين (تفوق المبرد على خصمه ثعلب فى الموهبة والأسلوب) إلى تكوين المدرستين