للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا القول يناقض ما رواه صاحب كتاب الأغانى.

وفى أول الأمر وقف حمزة من الدين الجديد موقف العداء شأنه فى ذلك شأن سائر بنى هاشم، على أن لجاج أبى جهل فى خصومة النبى [- صلى الله عليه وسلم -] استثاره، ومن ثم يقال إنه دخل فى الإسلام بعد نزول الوحى على محمد [- صلى الله عليه وسلم -] بسنتين، أو بست فى روايات أخرى. ثم هاجر معه إلى المدينة وقد وصف حمزة فيما عدا ذلك بأنه جندى باسل، وأكسبته هذه الصفة لقب أسد الله ورسوله، وانتقل هذا اللقب إلى الشعر.

واستعان محمد [- صلى الله عليه وسلم -] بعمه حمزة فأنفذه على رأس سرية ليقف فى سبيل قافلة قرشية. وقد لازمته صفة الشجاعة فى غزوة بدر بصفة خاصة، فكان هو وعلى أصحاب القدح المعلى فيها. كما اشترك حمزة فى حصار عشيرة بنى قينقاع اليهودية فى المدينة. ولقى مصرعه فى غزوة أحد بعد أن أبدى فيها كثيرًا من ضروب الشجاعة الخارقة، ذلك أن العبد وحشى طعنه بحربة بقرت صدره ثم انتزع قلبه ولما يزل ينبض وسلمه إلى هند أم معاوية فلاكته بأسنانها: هذا على الأقل هو ما ترويه رواية واحدة ضعيفة السند مناهضة للأمويين. وقيل إن حمزة مات وهو بين السابعة والخمسين والتاسعة والخمسين من عمره. على أنه إذا صح رأينا الذى يحتم إسقاط عشر سنين من عمر النبى [- صلى الله عليه وسلم -] وهو يتراوح بين الستين والخامسة والستين على حد القول الشائع (١) فإنه ينبغى إسقاط عشر سنين أخرى من عمر حمزة. هذا ولم يعقب أحد من أولاد حمزة.

[المصادر]

(١) ابن سعد: الطبقات (طبعة سخاو Sachau) جـ ٣، ص ٣ - ١١.

(٢) ابن حجر: الإصابة (الطبعة المصرية)، جـ ١، ص ٣٥٣ - ٣٥٤.

(٣) Fatima et les filles: H.Lammens de Mahomet؛ ص ٢٣ و ٢٥ و ٣٠ و ٤٥، و ٤٦ و ١٣٨.


(١) لماذا كان رأى لامنس أنه يجب إسقاط عشر سنين من عمر رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -]؟ لا أدرى، ولكنه لا غرض له إلا أن يفترى على المسلمين ويرميهم بالكذب.
أحمد محمد شاكر