وكثيرا ما يُنْطق "فداوى" وهو لفظ يطلق على كل من يضحى بحياته من أجل آخر كما ينعت به هؤلاء الأشخاص الذين يكرِّسون أنفسهم لخدمة معتقداتهم الدينية أو السياسية، ويستخدم هذا الاسم بين فرقة الاسماعيلية النزارية على من يخاطرون بأرواحهم لاغتيال أعداء الفرقة وأحيانا يستأجرهم حلفاء النزاريين ليقوموا بمثل هذه الأعمال؛ وقد يقومون بها لقاء أجر نقدى يأخذونه وقد أصبحوا فى الموت [بالشام] فى السنوات الأخيرة طائفة قائمة بذاتها، وإن جرت العادة على أن عمليات الاغتيال كانت توكل فى العادة لمن يستطيع انجازها ويصلح لها، وتشير إليهم أخبار العصور الوسطى على أنهم قوم دربوا أحسن تدريب حتى صاروا اختصاصيين فى هذا المجال وتقوم هذه الأخبار على ما تقدمه الأخبار الإسلامية فى تلك العصور بشأنهم، وربما دخل بعضها كثير من الخيال مما أدى إلى القول باستعمال "الحشيش" فى تحريك الفدائى ولكن لا يوجد شاهد على هذا القول.
ويطلق لفظ "فداوى" فى الجزائر على راوى الملاحم والأعمال البطولية، وإذا قيل "فدويه" فإنه يقصد بها القصة أو الأغنية التى تتغنى أو تروى أعمال البطولة كما أطلق لفظ "فداوى" فى اثناء الثورة الإيرانية بالدرجة الأولى على انصار الحزب الجمهورى ثم أريد به فيما بعد الأشخاص المدافعون عن الأفكار الحرة وعن الدستور.
وكان "الفدائى" اسما مستعارًا للشيخزادة لاهجى الذى أرسله الشاه إسماعيل الصفوى كسفير لمحمد خان شيبانى ثم تقاعد فيما بعد وبقى فى شيراز حيث توفى هناك، كما كان أيضا اسما مستعارًا لسيد ميرزا سعيد الذى عاش فى أصفهان وكان الشاعر الأثير عند محمد شاه قاجار.
[المصادر]
(١) ابن خلدون: ترجمة: De Salane جزء ١، ص ٢٢١, ٥، باريس ١٨٦٣ - ١٨٦٨.