للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[شيث]

(وبالعبرية شيث): الابن الثالث لآدم وحواء (سفر التكوين، الإصحاح الرابع، الآيتان ٢٥ و ٢٦؛ الإصحاح الخامس، الآيات ٣ - ٨)، ورزق به أبوه وعمره ١٣٠ سنة، بعد مقتل هابيل بخمس سنوات. فلما حضرت آدم الوفاة جعل شيثًا خليفته وأوصى إليه، وعلمه ساعات النهار والليل، وقال له: إن الطوفان سيكون فى الأرض، وعلمه أن يعبد اللَّه فى خلوة كل ساعة من ساعات اليوم.

وإلى شيث أنساب البشر كلهم، ذلك أن هابيل لم يخلف ورثة، وفقد ورثة قابيل فى الطوفان، وقيل إن شيثًا لم يزل مقيما بمكة يحج ويعتمر إلى أن مات، وإنه كان جمع ما أنزل اللَّه من الصحف إلى صحف أبيه آدم، (عددها خمسون صحيفة) وعمل بها، وإنه بنى الكعبة بالحجارة، والطين. ولما حضرته الوفاة أوصى لابنه أنوش، ومات فدفن مع أبويه فى غار جبل أبى قبيس. وقد عمر شيث ٩١٢ عامًا وفى رواية ابن إسحاق أنه تزوج أخته حزورة.

الروايات المتأخرة: دهم المرض آدم فتاقت نفسه إلى شئ من زيتون الجنة وزيتها، فبعث بشيث إلى جبل سيناء يسأل اللَّه ما طلب أبوه، وأمره اللَّه أن يمد كأسه الخشبية فلم تلبث أن امتلأت بما يريد أبوه، فدلك جسمه بالزيت وأكل بعض الزيتون فبرئ من علته. وكان آدم أمرد، وكان شيث أول من نبتت له لحية ويقال أيضا: إنه أوريا الأول (وأوريا لفظ سريانى معناه "معلم" ["أور" فى العبرية معناها النور أو العرفان"])؛ وكان شيث صورة ناطقة من أبيه فى خلقه وخلقه، وكان أحب الأبناء إلى قلب أبويه. وقد قضى الشطر الأكبر من حياته فى الشام، وتقول رواية من الروايات إنه ولد فيها. ومن عهده انقسم بنو آدم فئتين، فئة أطاعته، وأخرى تبعت أولاد قابيل؛ وانتصح بعض أولاد قابيل بنصحه فسلكوا السبيل القويم، أما الباقون فظلوا فى غيّهم. وذكر ميرخواند بعض السنن التى يقال إن شيثًا استنّها لأعقابه (ميرخواند: روضة الصفا، بمباى، ١٢٧١ هـ، جـ ١، ص ١٢ وما بعدها).