للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين مدّاحيهم على يد جهاز خاص أقاموه لهذا الغرض بالذات، وهو "ديوان الشعر"، وكانوا يرعون العلماء ويجمعون المتكلمين والفلاسفة في دورهم ويعقدون بينهم مجالس ظلت شهرتها باقية. كانوا يشجعون الفنون، وكانوا هم أنفسهم أرباب العمارة الكبار، خلفوا قصورا عدة في بغداد، أصبح أشهرها، وهو قصر جعفر، مقر الخلافة من بعد.

وكذلك لم يختف سلطان البرامكة بسقوطهم، بل هو قد ظل نافذا في السنين التالية على يد وزراء وكتاب تسلموا السلطة في عهد المأمون، وكان معظم هؤلاء مواليهم وتابعيهم السابقين كما هي حال الفضل بن سهل المشهور. ومن المعروف حقا أن وزراء الرشيد كانوا أيام ظهور البرامكة يجمعون حولهم طائفة من الكتاب ذوي الكفاية البارزة لم يستطع الخلفاء الذين أتوا بعده أن يستغنوا عنهم.

ونجد أخيرا كتب الأدب تشيد بخصالهم الحميدة المشهورة وتبالغ في ذلك بعض المبالغة أحيانا (حكمة يحيى وما رزق من موهبة التنبؤ بالحوادث، وترفع الفضل وكرمه المبذول، ورشاقة أسلوب جعفر)، على حين نجد بعض القصص، مثل تلك التي دخلت من بعد في كتاب ألف ليلة وليلة، تضفى الشهرة على شخصية جعفر الوزير وصحبته للرشيد.

المصادر:

(١) Les Barmecides: L. Bouvat

(٢) Le Vizirat Abbaside, D. Sourdel

(٣) الجهشيارى: كتاب الوزراء والكتّاب، الفهرس.

(٤) ابن عبد ربه: العقد الفريد، طبعة القاهرة سنة ١٩٥٤ - ١٩٥٣، ج ٣، ص ٢٦ - ٣٤.

(٥) الطبري: الفهرس.

(٦) اليعقوبي، الفهرس.

(٧) ابن خلكان، هذه المادة.

[٤ - أفراد آخرون من أسرة البرامكة]

كان ليحيى أخٌ هو محمَّد بن خالد الذي كان حاجبا منذ عام ١٧٢ هـ