بدقة هو المخلوقات بما تحمله من مضمون شبيه بالمضمون الذى تحمله الكلمة الانجليزية Creatures أما اللغة الفارسية ففيها كلمات مثل باندا وغلام للمذكر، وكنيز للمؤنث.
الرّق قبل الإسلام:
مورست العبودية فى شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام كما مورست فى بقية دول العالم القديم وبواكير العصور الوسطى، غير أنه يجب الاعتراف أن المعلومات المتفرقة التى تيسرت لنا عن فترة ما قبل الإسلام غير كافية لتقديم إجابات مؤكدة عن معظم المشاكل التى أثارها نظام الرق هذا، ويمكن الاعتراف بأنه "قبل الهجرة مباشرة" كانت الأغلبية العظمى من العبيد موجودة فى غرب شبه الجزيرة العربية، وكان هؤلاء العبيد يمثلون سلعة متوفرة فى مكة المكرمة حقق التجار من وراء بيعها أرباحا طائلة؛ وكان العبيد فى غرب شبه الجزيرة العربية أناسا ملونين من أصل حبشى، ولابد أن بعضهم قد كون نواة جماعة الأحابيش التى كونت قوة للدفاع عن مكة، وقد كان بلال رضى اللَّه عنه أول مؤذن فى الإسلام عبدًا من هؤلاء (*)، كما كان هناك بعض العبيد البيض من عنصر أجنبى لكن عددهم كان أقل كثيرا من العبيد ذوى الأصول الأثيوبية (الحبشية)، وقد وصل هؤلاء العبيد البيض -بدون ريب- مع قوافل التجارة العربية (ويعود تاريخ تجار الرقيق إلى زمن سحيق فقد أشار لهم العهد القديم فى سياق قصة يوسف عليه السلام) ولا توجد أسباب موضوعية تجعلنا ننكر وجود عبيد من أصل عربى -ولو أن افتداء الأسرى بين القبائل الرّحل كان أمرا شائعا، وليس لدينا دليل حاسم على وجود استعباد وفاء لدين، كما ليس لدينا ما يشير إلى قيام بعض الأسر ببيع أبنائها، فالحكايات النادرة، والمتأخرة بهذا الشأن تبين أن هذا الأمر فى حال حدوثه كان يمثل حالة شاذة وغير عادية، وعلاوة على ذلك فسوف يكون
(*) أصبح الصحابى الجليل بلال بن رباح مسلما حرًا بعد الإسلام، وهو الذى أعتقه أبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه، حتى قيل "إنه سيدنا وأعتقه سيدنا". المحرر