مؤسس الخلافة الأموية فى الأندلس. وقد وعد الصميل عبد الرحمن بتأييده إلا أنه غير رأيه فى ظروف وصفها صاحب كتاب "أخبار مجموعة" المجهول الاسم وصفا رائعا، ونستبين من ذلك ما كان عليه خلق الصميل من تقلب وتعقيد، على أن عبد الرحمن، بعد أن عاد إلى البلاد من بعثهم إلى شبه الجزيرة، ونزل إلى البر فى المكب Almunecar فى ربيع الثانى سنة ١٣٨ هـ (سبتمبر سنة ٧٥٥)، وأكره الصميل سيده يوسف الفهرى على الخلاص من زعيمين من زعماء القيسية الذين لهم شأنهم، وهما سليمان بن شهاب والحسين بن الدجن، ثم أقنعه بأن يعهد إلى مدعى الخلافة الأموية الجديد ولاية الناحيتين اللتين كان يحتلهما جنود دمشق والأردن وأن يزوجه بابنته أم موسى، إلا أن المفاوضات باءت بالخيبة بسبب عدم دقة الرسول فى إبلاغ رسالته فنشب القتال بين يوسف وعبد الرحمن ومنى يوسف بالهزيمة قرب قرطبة, وكان للصميل ابن قتل فى المعركة, كما نهب قصره الذى كان فى شقندة, وحاول هو ويوسف أن يستعيدا سلطانهما إلا أنهما سرعان ما اضطرا إلى الإذعان للخليفة الجديد؛ وعاد الصميل فاستقر فى قرطبة مرة أخرى وهرب يوسف فاتهم الصميل بأنه شريكه وأودع السجن، ثم منى يوسف بالهزيمة وقتل قرب طليطلة وحمل رأسه إلى قرطبة، وأراد عبد الرحمن أن يتخلص من عدوه الآخر، الذى كان يشتبه فى أن إذعانه إنما كان بالاسم دون الفعل فعمل على خنقه سنة ١٤٢ هـ (٧٥٩ م).
[المصادر]
(١) أخبار مجموعة، طبعة وترجمة Ajbar machmua) Lafuenta y Alcantara) مدريد ١٨٦٧.
(٢) ابن القوطية: تاريخ فتح الأندلس، القاهرة، بغير تاريخ، ترجمة Houdas فى Recueil de Textes Pubilc. de l'Ecole des Langues Orientales Vii السلسلة ٣، جـ ٥، باريس ١٨٨٩ ص ٢١٩ - ٢٨٠؛ الطبعة والترجمة الإسبانية Historia de la Conquista de Espana: J.Ribera, مدريد ١٩٢٦, الفهرس.