اللقب سنة ١٩ للهجرة. وتظهر لنا الروايات أن شخصية عمر كانت مرهوبة، ومحترمة، ويبدو أن عمر كان ينوى تعيين أبى عبيدة خلفا له، لكن ابا عبيدة مات، ولم يفكر عمر فى تعيين اسم من يخلفه حتى فوجئ بطعنة أبى لؤلؤة العبد المسيحى (١) الذى يمتلكه المغيرة بن شعبة والى البصرة، وقد اختلف الباحثون فى دوافع أبى لؤلؤة فقيل قتله لوطأة الأعباء المالية المفروضة عليه وعلى أمثاله (٢) لكن قتل عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب فى معركة صفين سنة ٣٧ هـ قد يفسَّر كدليل لإثبات هذا الشك. مع أن الحقائق التاريخية لا تؤيد -فى الواقع- مثل هذا التفسير، فدوافع أبى لؤلؤة شخصية.
ومع عظمة عمر بن الخطاب، وكونه -بحق المؤسس الثانى للدولة الإسلامية، إلا أنه ترك بعض المشكلات التى كان يتعين على عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه الذى خلفه، مواجهتها، ولم يكن عثمان رغم تدينه وصلاحه وتقواه يمتلك العبقرية الإدارية نفسها التى لعمر رضى اللَّه عنه.
وبينما ينسب التراث السنى إلى عمر كل فضيلة من فضائل الإسلام، فإن بعض الشيعة لا يخفون كراهيتهم له لحجبه حق على رضى اللَّه عنه فى الخلافة، ورغم احتفاء الصوفية بتقشفه وزهده فإنه لا يحتل فى التراث الصوفى الغيبى مساحة كبيرة.
[المصادر]
(١) L. Caetani: Annali del l'Islam Milan, ١٩٠٩ - ١٩١٢
(٢) كتب الحديث.
د. عبد الرحمن الشيخ [ليفى دلافيدا G.Levi Della Vida]
[تعليق]
أوردنا ما ذكره الكاتب من تحليلات لكن المراجع العربية تجمع على الحقائق التالية: