(والجمع أشراف وشرفاء): يدل أصل هذه الكلمة على الارتفاع والعلو، وتطلق أولا على الشخص الحر الذى له آباء متقدمون فى الشرف (لسان العرب، جـ ١١، ص ٧٠ وما بعدها). والمفروض هنا بطبيعة الحال أن الصفات المحمودة فى الآباء تنتقل بالوراثة إلى الأبناء. وكثرة الآباء الأمجاد شرط ضرورى "للشرف الضخم" أو "الحسب الضخم" أيضًا (انظر Muh. Stud: Goldziher ١٨٨٩ - ١٨٩٠، جـ ١، ص ٤١ وما بعدها؛ Le Berceau de L'islam: Lammens، رومة ١٩١٤, ص ٢٨٩ وما بعدها).
ومع أنه قد ظهر فى الإسلام استنادا إلى ما جاء فى القرآن الكريم:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(سورة الحجرات الآية ١٣) مبدأ المساواة بين جميع العرب ثم بين جميع المسلمين (انظر Goldziher. المصدر نفسه، جـ ١، ص ٥٠ وما بعدها، ص ٦٩ وما بعدها) فإن هذا المبدأ لم يتغلب أبدًا على الاعتزاز القديم بالنسب.
وكان الأشراف هم رؤساء القبائل ذات الشأن والجاه وكان بيدهم تدبير شؤون القبيلة أو شؤون أهل المدينة (انظر السيرة لابن هشام طبعة فستنفلد ص ٢٣٧, السطر الأخير؛ تاريخ الرسل والملوك للطبرى، ليدن، جـ ١، ص ١٩١١. ونجد عبارة "أشراف الحيرة" فى المرجع نفسه جـ ١، ص ٢٠١٧؛ عبارة "أشراف القبائل" فى جـ ٢، ص ٥٤١، س ١٧؛ وعبارة "أشراف الكوفة" فى جـ ٢، ص ٦٣١ وما بعدها وفى مواضع كثيرة! وعبارة "أشراف خراسان" فى جـ ٣، ص ٧١٤، س ١؛ وتجد فى تاريخ اليعقوبى، طبعة هوتسما، جـ ٢، ص ١٧٦، س ٨ عبارة "أشراف الأعاجم").
والأشراف يرون فى أنفسهم أنهم "أهل الفضل" وتطلق كلمة الشريف أيضا على الشخص ذى المكانة والجاه فى مقابل الضعيف والوضيع من الناحية الاجتماعية (البخارى، كتاب بدء الوحى، باب ٦؛ كتاب الحدود باب ١١،