محمد بن كثير الفرغانى، نسبة إلى فرغانة من بلاد الخرز وليس هناك من إجماع على حقيقة اسمه إذ ينفرد الفهرست بالكلام عن محمد بن كثير، ويتكلم أبو الفرج عن أحمد بن كثير، على حين أن ابن القفطى يفرق بين شخصين أحدهما محمد والآخر أحمد بن محمد الفرغانى، أى الوالد والولد، والأرجح أن هذه الإشارة إلى شخص واحد كان منجما وكان يعيش زمن المأمون حتى المتوكل، إذ يشير أبو المحاسن وابن أبى أصيبعة إلى شخص اسمه أحمد بن كثير الفرغانى الذى يقال إن المتوكل أرسله سنة ٢٤٧ هـ (٨٦١ م) إلى الفسطاط ليشرف على بناء مقياس النيل. وللفرغانى كتاب بالعربية توجد منه نسخ فى مكتبات أكسفورد وباريس والقاهرة ومكتبة جامعة برنستون، وتختلف العناوين بعضها عن بعض فهى جوامع النجوم والمدخل إلى علم هيئة الأفلاك وكتاب الفصول الثلاثين. وقد ترجم إلى اللاتينية، وتوجد له ترجمة عبرية منها نسخة فى برلين وأخرى فى ميونيخ وفيينا وأكسفورد. أما الترجمة اللاتينية فقد طبعت فى فرارا، ١٤٩٣ م، وأخرى فى نورمبرج سنة ١٥٣٧ م، وثالثة فى باريس ١٥٤٦ م، وفى بركلى سنة ١٩٤٣ وقام يعقوب كريستمان بنشر ترجمة لاتينية له اعتمد فيها على الترجمة العبرية وقد ظهرت عام ١٥٩٠ م فى فرانكفورت، كما قام يعقوب جوليوس بنشر النص العربى فى امستردام سنة ١٦٦٩ م وترجمه له مع تعليقات كثيرة.
وإلى جانب هذا الكتاب الذى كان واسع الانتشار فى الغرب أكثر من أى كتاب فى موضوعه لعالم فلكى عربى فإن الفرغانى كتب أيضا كتابين آخرين عن الاسطرلاب هما الكامل والاسطرلاب، وكتاب فى صنعة الاسطرلاب (وتوجد نسخة عربية منه فى كل من مكتبة برلين وباريس) كما أورد بروكلمان وكارموديى قائمتين بمؤلفاته الأخرى.
[المصادر]
(١) الفهرست: جزء ١ ص ٢٧٩ ابن النديم، ليبزج ١٨٧١ - ١٨٧٢.