* " الآمِر" بأحكام الله أبو على المنصور: الخليفة الفاطمى العاشر، ولد فى ١٣ محرم سنة ٤٩٠ (٣١ ديسمبر سنة ١٠٩٦) ونادى به خليفة وهو بعد طفل فى الخامسة الوزير الأفضل عقب وفاة والده المستعلى فى الرابع عشر من صفر سنة ٤٩٥ (٨ ديسمبر السنة ١١٠١). وظلت مقاليد الحكم فى العشرين سنة التالية فى يد الأفضل. وفى سنة ٥١٥ هـ (١١٢١ م) اغتيل الأفضل على يد الرسل النزارية، واتهم الخليفة بالتآمر على حياته. وأقيم المأمون بن البطائحى. وزيراً، ولكنه سجن هو الآخر فى ٤ رمضان سنة ٥١٩ هـ (١١٢٥ م) وأعدم بعد ذلك بثلاث سنوات. ولم يستوزر بدله أى وزير، ولكن كبير عمال الخراج أبو نجاح بن كنّاء النصرانى أخذ يمارس نفوذاً كبيراً حتى اعتقل وأعدم سنة ٥٢٣ هـ (١١٢٩ - ١١٣٠ م).
وفى وزارة الأفضل بذلت بعض الجهود فى محاربة الصليبيين، وأنفذت عدة حماوت بقيمادة سعد الدولة الطواشى (٤٩٥ هـ = ١١٠١ م)؛ وشرف المعالى بن الأفضل (٤٩٦ هـ = ١١٠٢ م)؛ وتاج الأعجم وابن قادوس (٤٩٧ هـ = ١١٠٣ م)؛ وجمال الملك (٤٩٨ = ١١٠٤ م)؛ وسناء الملك الحسين، وهو ابن آخر من أبناء الأفضل (٤٩٩ هـ = ١١٠٥ م)؛ ثم بقيادة الأعزّ (٥٠٥ هـ = ١١١٢ م)؛ ومسعود (٥٠٦ هـ = ١١١٣ م)(وكانت القاعدة الرئيسية فى فلسطين هى عسقلان). ومع ذلك فقد وقع الجزء الأكبر من فلسطين وساحل الشام فى يد الصليبيين: طرسوس سنة ٤٩٥ هـ (١١٠٢ م)، وعكا سنة ٤٩٧ هـ (١١٠٣ م)، وطرابلس سنة ٥٠٢ هـ (١١٠٩ م)، وصيداء سنة ٥٠٤ هـ (١١١١ م)، وصور سنة ٥١٨ هـ (١١٢٤ م). وقد غزا بلدوين ملك بيت المقدس مصر نفسها سنة ٥١١ هـ (١١١٧) واحتل الفرما وبلغ تنِّيس، على أنه لم يجد بدا منَ الارتداد لمرضه وتوفى فى الطريق.
ومن الحوادث البارزة فى ذلك العهد غزوة اللواتة سنة ٥١٧ هـ (١١٢٣ م)