اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ}، ومثل الآية ١٩ فى السورة نفسها {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ. . .}، ومثل الآية ٧٥ من سورة النحل {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا. .} إلى آخر الآية، ومثل الأبكم فى الآية التالية لها فى السورة نفسها، ومثل آية النور (سورة النور ٣٥){اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} إلى آخر الآية، ومثل الرجل وعبيده فى سورة الروم (الآية ٢٨){ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ. . .} إلى آخر الآية، ومثل الرجل {فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ. . .}(الزمر ٢٩). ولا تشترك هذه الأمثال فى صيغة أسلوبية واحدة، فبعضها يبدأ بخطاب موجه إلى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا}(الكهف ٣٢، و ٤٥، وسورة يس ١٣) أو بعبارة {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا}(إبراهيم ٢٤، النحل ٧٥, ٧٦, ١١٢, الزمر ٢٩، والتغابن ١٠).
[هـ - آيات الأوامر والنواهى]
يتضمن القرآن تعليمات مفصلة بشأن بعض مظاهر السلوك المجتمع الإسلامى، وتعليمات عامة بشأن بعضها الآخر. ولكنه لا يقدم شرعة سلوك كلية أو قائمة بالواجبات اللازمة، بل يعالج كل قضية على حدة، وعادة ما يكون ذلك فى عدة مواقع مختلفة من النص. أما الواجبات الدينية الرئيسية فهو يقدمها على مراحل، وفيما يلى نماذج تمثل طابع وشكل شتى التعليمات القرآنية، ابتداءً بأربعة أركان من أركان الإسلام الخمسة.
فيما يتعلق بشعيرة الصلاة يقول القرآن {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}(هود ١١٤، وانظر الإسراء ٧٨ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}).