وتدين كل من مراكش ومكناس بطابعهما المدنى الخاص لحقيقة أنهما كانتا عاصمتين لبلاط أسرتين من الحكام الأشراف، كلاهما بدوى الأصل لكنهما لم يرتقيا إلى مستوى المدن الحَضَرية الأسبانية. أما موانى طنجة والعرائش ومزقان وصافى وموجارور، فلقد كانت لوقت طويل نقاط اتصال المغرب بالتأثيرات، الأوروبية. سياسيًا وتجاريًا، وأخيرًا فإن مدن الجبال الصغيرة مثل شفشاون وزان وسفرو ودبدو، ودمنات تدين بوجودها لعوامل سياسية. فالأولى والثانية أنشئتا كحاجز امام للتقدم البرتغالى فى شمال المغرب فى القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى. يهوديتان ودبدو أساسًا مدينتان يهودتيان. أما بالنسبة لسفرو، فمن المحتمل أن تكون بقايا لمدينة بربرية قديمة. ويجب أن نذكر أيضًا مدنًا ذات أهمية ثانوية على ساحل البحر المتوسط، مثل سبته التى تأوربت تمامًا لعدة قرون، وأصيلة على ساحل الأطلنطى، والدار البيضاء، والتى تدين بأهميتها لميناء أنفا الصغير، وأزمير وأغادير. وفى الداخل مدن: القصر الكبير، تازا، وترهونة. وهنالك عدة مدن قديمة قد إندثرت مثل: ناكور وباديس على البحر المتوسط، وطيت جنوب مزغونة، وأغمات وتنملال جنوب مراكش، وعدة مدن أخرى أورد ذكرها الجغرافيون أمثال. البكرى والإدريسى وليو الأفريقى (الحسن بن الوزّان).
وعمومًا، فإن المدينة المغربية تتركز حول القلعة أو القصبة التى هى مقر الحكم. وتحت حماية القصبة تقع (الملة) أو حى اليهود. وحول القصبة تنتشر المدينة بمساجدها الكبيرة وأسواقها وقيسارياتها. وتُحاط المدينة بسور يضم أحياء المدينة بشكلها الريفى تقريبًا. وتقسم المدينة ذاتها إلى أحياء (حومات) بها شوارع (زنقات)، وحوارى (دروب) وميادين (رحبات).
[ج- الحياة الاقتصادية]
يعيش سكان الريف، سواء كانوا مقيمين أو مرتحلين، والذين لا يشكلون أكثر من ٧٠ % من السكان فى المغرب، على الأرض، إما مزارعين أو رعاة، وفى معظم الحالات يجمعون بين الحرفتين.