إلى قسطنطينة. واستولى عبد الله بن عبد المؤمن على القلعة، وأنفذ جنوده منها إلى قسطنطينة. ودارت معركة دموية انتهت بانتصار المهاجمين؛ واستسلم آخر أمراء بنى حماد، وحمل إلى بجاية، حيث عامله الخليفة عبد المؤمن معاملة طيبة هو وأسرته، وحملوا آخر الأمر إلى مراكش حيث أجرى عليهم معاش طيب، وتوفر ليحيا من الفراغ ما أنفقه فى الصيد, الذى كان هوايته المفضلة. وتبع عبد المؤمن إلى شالة سنة ٥٤٨ هـ (١١٥٣ - ١١٥٤ م)، وقضى آخر أيام حياته فيها، وتوفى سنة ٥٥٧ هـ (١١٦١ - ١١٦٢ م).
وعلى أية حال، فإن تاريخ بنى حماد أقل وضوحًا من تاريخ بنى زيرى الذى يتداخل فيه تداخلًا وثيقًا فى المصادر التى قوامها كتب تتسم بالهوى كما تتسم بأنها مصادر ثانوية. أما حياة بنى حَمَّاد اليومية، ومعاهدهم، فهي دون شك، أقل تمدنا وأبسط صورة، منها فى إفريقية بنى زيرى، ثم إنها تكاد تكون مجهولة لدينا تمامًا.
[المصادر]
(١) Le Berberie Orien-: H. R. Idris tale sous Les Zirides فى مجلدين، باريس سنة ١٩٦٢, والفهرس.
(٢) وانظر بوجه خاص أعمال - Gol vin وأبحاثه فى ala Qal'a des Banu Hammad باريس سنة ١٩٦٥.
حسن شكرى [هـ ر. إدريس H. R. Idris]
[حماد الراوية]
أى راوية أشعار العرب وبخاصة القدماء، ولد بالكوفة عام ٧٥ هـ (٦٩٤ - ٦٩٥ م) وفى رواية ابن خلكان, عام ٩٥ هـ. واختلف الرواة فى اسم أبيه فقال بعضهم إنه هرمز، وقال آخرون إنه ميسرة، وقال غيرهم إنه سابور، وكنيته أبو ليلى، وكان من سبى الديلم، وقد كشف حمّاد نفسه عن أصله فى حديث من أحاديثه.
وذاع صيته لعلمه الواسع بأشعار العرب ما نُظم منها فى الجاهلية أو فى الإِسلام، وبأيام العرب ولغاتهم. وقيل