ما بينه وبين صالح وبذلك تمكنّ الاثنان من هزيمة أعدائهما واسترداد القاهرة، وبعد أن تم لعلى بك تدبير اغتيال صالح سنة ١١٨٢ هـ (= ١٧٦٨ م) قام همام بن يوسف بمساعدة أتباع أنصار الراحل فى الاستيلاء على أسيوط واستردادها من يد والى مصر العليا الذى عيّنه على بك، غير أن الهزيمة لحقت بالثوار وبهمام بن يوسف الذى اضطر للهروب حيث وافته منيته قرب مدينة "اسنا" يوم الثامن من شعبان سنة ١١٨٣ هـ (= ٧ ديسمبر ١٧٦٩ م) وبموته انتهت عظمة وسلطان هوارة السياسى وإن كانوا قد ظلوا محتفظين به حتى عهد محمد على باشا بأهميتهم الاجتماعية والاقتصادية، وبعد أن تم لإبراهيم باشا استئصال شأفة المماليك فى مصر العليا مضى فصادر "الالتزامات" وغيرها من مصادر دخل النظام القديم وذلك سنة ١٨١٣ م، وأدّت هذه السياسة إلى تحطيم ذرية همام، واندمج رجالهم بالتالى فى جمهور الفلاحين.
أما فى السودان فكانت هناك جماعتان من هوارة ذاتى صلات بهوارة مصر، ولقد هاجر "الجلابة" من هوارة إلى كردفان ودارفور خلال القرون الثلاثة الأخيرة وقدموا إليها كتجّار.
[المصادر]
(١) اليعقوبى: البلدان ٣٤٤, ٣٤٦, ٣٥٠.
(٢) ابن عبد الحكيم، فتوح أفريقية والأندلس، ١٣٠, ١٧٤, ١٤٠.