يرى بعينيه كثيرا من الحملات المغولية تتوغل فى آسيا الصغرى. وليس بين أيدينا قدر كبير عن سياسته الداخلية ولكن يمكن أن نقول فى ثقة إنه استطاع أن حمل أمراء دولته الكبار على طاعته. كما امتاز عهده بتشييد كثير من العمائر وحفر الخنادق وبناء الخانات وتشييد المساجد والمدارس. وقد كشفت الحفريات ولا تزال تكشف عن بعض قصوره فى قياداباد وكيقبادية. ويقال عن السلطان نفسه إنه كان شخصية موهوبة جسمانيًا وعقليا.
أما كيقباد الثانى فأحد أولاد كيخسرو الأول.
وأما الثالث من الذين سموا بكيقباد فكان أبوه عز الدين كيكاؤوس الثانى الذى حاول سنة ١٢٨٢ م استعادة عرش أبيه فى آسيا الصغرى فلم يفلح فالتجأ إلى كيليكية ولكنه عاد للظهور ثانية سنة ١٢٩٧ م حيث استطاع بمساعدة ايلخان غازان له أن يحتل سلطنة الروم حتى جاء المغول سنة ٧٠٢ هـ (= ١٣٠٣ م) فقتلوه فى تلك السنة.
د. حسن حبشى [كلود كوهين Cl. Cohen]
[كيقباد (سلطان دهلى)]
كيقباد معز الدين سلطان دهلى (٦٨٦ - ٦٨٩ هـ = ١٢٨٧ - ١٢٩٠ م) خلف جده غياث الدين بلبان، أما أبوه فناصر الدين بغراخان بن بلبان الصغير وقد كان متغيبا فى البنجال وقت وفاة والده، أما جده لأمه فهو السلطان ناصر الدين محمود (٦٤٤ - ٦٦٥ هـ = ١٢٤٦ - ١٢٦٧ م).
وقد درس كيقباد تحت إشراف جده بلبان، لكنه حين اعتلى العرش (وكان فى السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره)، أطلق لنفسه عنان شهواتها فسلك مسلكًا مشينًا، كما أنه لم يكن فى تصريفه لأمور الدولة. إلا منفذا لما يشير به عليه "ملك نظام الدين أميرى داد" ابن أخى قُطْوال دهلى وزوج ابنته، فلما كانت سنة ٦٨٧ هـ (= ١٢٨٨ م) خرج كيقباد من دهلى متجها نحو الشرق ليقابل أباه "ناصر الدين بُغرا خان" الذى كان قد اغتصب السلطة فى البنجال وكان اللقاء بين الأب والابن على شواطى الفَغْرا وكان لقاءً سلميا حفظه لنا بالتفصيل أمير خسرو دهلوى