العامل الجديد نفسه ولقد كان للحروب التركية - الروسية التى وقعت سنوات ١٨٢٨ - ٢٩, ١٨٥٣ - ١٨٥٨ م تأثيرها البعيد على كردستان. ومع بدايات عام ١٨٢٩ م أنشا الروس آلايًا كرديًا (فرقة عسكرية). ونتيجة لاغتراب المسيحيين، بدأ الأكراد بعد الحرب فى الانتشار بشكل كبير إلى أقصى الشمال والغرب. وخلال حرب القرم، أنشأ الروس حاميتين كرديتين. وعلى الجانب الآخر، وحين اتجهت القوات التركية نحو الشمال- حدثت ثورة كبيرة فى بوهتان بقيادة يزدان شير، ابن أخ الثائر السابق بدرخان.
واستتبعت حرب سنة ١٨٧٧ - ١٨٧٨ م ثورة بين أكراد باهدينان وبوهتان الهكارية بقيادة أبناء بدرخان ثم ثورة بقيادة الشيخ عبيد اللَّه شيخ الطريقة النقشبندية.
ولقد اكتسحت غزوات الأكراد سنة ١٨٨٠ م الأقاليم الفارسية لأرومية، وسوج بولاق، ومياندواب والمراغة وهددت تبريز نفسها. ولقد كان الشيعة هم الضحايا الرئيسيين فى هذه الغزوات. ولقد أرسلت روسيا كتيبة من قواتها لحماية حدودها. وحشدت فارس قوات مماثلة على حدودها. وبذلت تركيا، التى كانت بالكاد وقد أنهت حربها مع روسيا، جهودًا لتجنب مضاعفات التدخل. وفى النهاية عاد الشيخ إلى شامدينان، حيث أرسل إلى إستانبول. وسرعان ما هرب من العاصمة وعاد إلى شامدينان عن طريق القوقاز، ولكنه قبض عليه للمرة الثانية وتوفى سنة ١٨٨٣ م فى مكة (المكرمة).
[القوات الحميدية]
لقد ضمن ضعف تركيا بعد سنة ١٨٧٨ م، الإصلاحات الأرمينية وتأمين الأرمن من خطر الأكراد والشركس. وقد تسبب رد فعل الحكومة العثمانية العنيف ضد الإصلاحات، وتطور حركات الثورات الأرمينية منذ سنة ١٨٨٥ م وتشعباتها فى روسيا وسويسرا ولندن، فى تعقيدات العلاقة الكردية الأرمينية التى كانت لا تزال آمنة حتى ذلك الوقت والتى تمثلت فى