زعيم الحركة الوطنية الثانية فى مصر إذ كانت ثورة عرابى هى الحركة الأولى.
ولد مصطفى كامل فى القاهرة فى ١٨٧٤ م، ودرس القانون ثم أكمل دراسته فى فرنسا. وقد بدأ نشاطه السياسى وهو لا يزال طالبًا، واتصل بالخديو عباس الثانى، وبعد عودته من فرنسا أسس الحزب الوطنى بهدف جلاء بريطانيا عن مصر وعودة السودان لمصر وإعداد المصريين للحياة البرلمانية من خلال التعليم الحديث. وقد كانت له علاقات وطيدة بالكثير من مفكرى أوربا وسياسييها، خاصة فى فرنسا. كما زار العديد من البلدان الأوربية وتركيا، حيث أنعم عليه السلطان عبد الحميد بلقب باشا، ذلك لاعترافه بسيادة الدولة العثمانية على مصر. وفى ١٨٩٨ م أنشأ مدرسة لنشر تعاليمه، وفى ١٨٩٩ م أصدر جريدة "اللواء" ولاقت نجاحًا باهرًا، وصدرت فى ١٩٠٧ م بالانجليزية والفرنسية، وكان يركز على الوضع المتميز للمسلمين كأصحاب الدين الرسمى للدولة، الأمر الذى يجعله من مؤسسى الحركة الإسلامية التى ظهرت فى بداية القرن العشرين.
وكان الاتفاق الودى بين فرنسا وبريطانيا صدمة له، الأمر الذى دعاه لمضاعفة جهده لإبراز القضية المصرية. مما أدى إلى توتر العلاقات بينه وبين الخديو عباس الثانى. كما أصبح مصدر قلق للورد كرومر. وكانت حادثة دنشواى عام ١٩٠٦ م سببًا فى تشديد حملة مصطفى كامل على اللورد كرومر حتى اضطر للاستقالة فى ١٩٠٧ م. وقد حاول خليفة اللورد كرومر أن يهادن المصريين فحسن علاقته بالخديو، الأمر الذى جعل مصطفى كامل يهاجمه بعنف. وفى ١٩٠٧ م دعا لمؤتمر وطنى عُين فيه رئيس الحزب لمدى الحياة، ولكن ذلك كان بمثابة أنشودة الوداع له، فقد توفى فى العام التالى يوم ١٠ فبراير. وكان فى الرابعة والثلاثين من عمره.
ورغم أن مصطفى كامل لم يحقق نتائج عملية من كفاحه، إلّا أنه مهد