الحوار المباشر بين اللَّه تعالى وموسى عليه السلام. ولعل أكثرها وضوحًا:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (سورة النساء، آية ١٦٤ حيث إن صيغة التأكيد المستخدمة هنا تشير إلى حتمية فهم "الكلام" فهمًا حرفيًا وليس مجازيًا، وهذه الآيات تؤكد دومًا على كلام اللَّه لموسى عليه السلام، ولعل هذا هو ما دفع الأزهرى إلى اختيار المعنى الثانى السابق ذكره. . أما المشتق الثالث كالم، خلا أثر له فى متن القرآن الكريم، إلا أنّه فى سورة البقرة، آية ٢٥٣ تحتوى على نهج مختلف، يمكن أن تكون مصدرًا للقب وفقًا للبيضاوى (جزء ١، ص ١٣٠)، ولكن لا يوجد ذكر لموسى عليه السلام فى هذه الآية، وانظر أيضًا إلى صفة "النجى" المنطبقة على موسى عليه السلام والتى ردها البيضاوى (جزء ١، ص ٥٨٣) إلى مناجى.
[المصادر]
(١) Goldziher: Die Richuungen der islamischen Korahauslesung ١٧٤
(٢) Dozy: Supplement, ii
وائل البشير [ماكدونالد D.B.Macdonald]
[الموفق طلحة]
الموفق طلحة بن جعفر المعروف عادة بكنيته، أبو أحمد بن الخليفة المتوكل، وأمه جارية أم ولد تدعى "أم إسحق" ولقد شاهد -وهو صبى- مصرع أبيه على يد القواد الترك سنة ٢٤٧ هـ (= ٨٦١ م)، ثم اختاره بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ (أعنى سنة ٢٥١ هـ = ٨٦٥ م) أخوه المعتز -الذى صار خليفة لسامراء- ليكون قائد جيشه الذى أرسله لقتال المستعين ومحمد بن عبد اللَّه بن طاهر فى بغداد، ومن المحتمل أن يكون قد أخذ فى توثيق الروابط بينه وبين الجند الترك فى ذلك الحين، مما كان أساسًا لما صادفه فيما بعد من النجاح، ولما حاول المعتز كبح جماح القادة الأتراك والحدّ من سلطانهم، باعد أبو أحمد ما بينه وبين الخليفة وذهب إلى المنفى من تلقاء ذاته، لكنه أخذ فى نفس الوقت فى الحفاظ على علاقاته بهؤلاء القواد، ولقد أدّى موت الهندى سنة ٢٥٦ هـ (= ٨٧٠ م) إلى أن يسرع أبو أحمد بالعودة من مكة