وليس اسما كما يرى البصريون، وأنه يعبر عن المضارع (فعل الحال) كما يرون المصدر مشتقًا من الفعل وليس العكس.
ولكن الخلافات أوسع انتشارا فى مسائل النهايات الإعرابية كما بينه الأنبارى فى كتابه "الإنصاف فى مسائل الخلاف" فإنه يتناول مشكلات العمل والعامل.
[٤ - التطور]
بنهاية القرن الثانى كانت كل القواعد المستخلصة من الشعر الجاهلى ومن القرآن الكريم قد تم تدوينها فى عملين، الأول منهما، وهو "كتاب فى النحو" لسيبويه البصرى، هو الذى كتب له البقاء. أما الثانى فهو "حدود النحو" للفراء الكوفى.
وفى القرن الثالث، قام المبرّد بتدريس الكتاب الأول، وثعلب بتدريس الثانى. وقد تمكن الأول فى كتابه "المقتضب"، بفضل وضوحه وإيجازه، من نشر المدرسة البصرية فى بغداد التى أصبحت مركز الدراسات اللغوية.
وفى النصف الأول من القرن الرابع أكد ابن السراج تلميذ المبرد، السيطرة القاطعة للمدرسة البصرية عن طريق كتابه "الأصول" ومختصره "الموجز"، وإن ظل بعض النحاة يتبعون مدرسة الكوفة، والبعض المدرسة التوفيقية كالزجّاج؛ فى أحد أعماله عن أسباب الظاهرة النحوية.
وكان النصف الثانى من القرن الرابع العصر الذهبى للدراسات النحوية فى بغداد، ففيه ظهر الصرفى المشهور بشرحه لكتاب سيبويه، والفارسى مؤلف "الإيضاح والتكملة" والرمانى بمؤلفه فى شرح كتاب سيبويه أيضًا، والذى ينسب إلى المزج بين المنطق والنحو، وإدخال مصطلحات جديدة فى كتابه "الحدود". أما أعظم نَحْوِيّى هذا العصر فهو بلا جدال ابن جنى، الذى وضع كتابًا استرشاديًا "كتاب اللُّمع" وثلاثة كتب أخرى: "المنصف" فى علم الصرف، و"الخصائص" فى المنهجية، و"سر صناعه الإعراب" والذى يتحدث فيه عن الصوتيات، خلاف ما يوحى به عنوانه