على رأسه شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين، وقتل ضرغام فى الرملة ٥٥٩ هـ/ أغسطس ١١٦٤ م واسترد شاور منصب الوزارة، وليس هنا مجال تفصيل لما حدث بعد ذلك إذ لا يهمنا إلّا القول إن صلاح الدين قد نجح فى خاتمة المطاف فى إسقاط الخلافة الفاطمية وإعادة مصر لحظيرة السنة فى سنة ٥٦٧ هـ/ ١١٧١ م وأصبح اسم الخليفة العباسى يتردد فى الخطبة.
[السياسة الداخلية للفاطميين فى مصر]
الخلافة والوزارة: لا تتم الخلافة لدى السنة إلَّا عن طريق البيعة أو بتعيين من الخليفة السابق على أن يعقب ذلك بيعة شكلية، أما فى المذهب الإسماعيلى فإن الخليفة هو وريث من اختاره النبى ليكون (وصيا) أى أنه خليفة بالتفويض الإلهى وبالتعيين، والإمامة تنتقل من الأب إلى ابنه، داخل أسرة على (الوصى) وليس هناك استثناء من ذلك سوى فى حالة الحسن والحسين. ويمكن إخفاء اسم الإمام عن الناس (سَتْره) فلا يكون معروفا إلّا لقلَّة قليلة ويمكن ألَّا يقع الاختيار على الابن الأكبر فجعفر الصادق قد أوصى لإسماعيل مع أنه لم يكن الابن الأكبر، وعلى النحو نفسه فقد تم تفضيل عبد اللَّه على تمَّام مع أنه الابن الأكبر للمعز، ولما مات عبد اللَّه سنة ٣٦٤ هـ/ ٩٧٤ - ٩٧٥ م عُيِّن أخوه نزار (العزيز) لكن بعد اختفاء (الحاكم) تم القبض على عبد الرحمن بن إلياس ابن أخى الحاكم وهو الخليفة الموصى له وتم سجنه بناء على أوامر ست الملك أخت الحاكم وتم الاعلان بأن عليا بن الحاكم هو الإمام وتسمى بالظاهر وكان عمره ست عشرة سنة فقط، لكن السن ليس شرطا من شروط الإمامة فالحاكم نفسه اعتلى سدة الحكم وهو فى الحادية عشرة من عمره، وغالبا ما كانت الإمامة (الخلافة) فى الدولة الفاطمية تؤول إلى أطفال كما فى حالة المستنصر (٧ سنوات) والمستعلى (٨ سنوات) والآمر (٥ سنوات) والظافر (١٧ سنة) والفائز (٥ سنوات) والعاضد (٩ سنوات) وكان من نتيجة هذا أن السلطة الحقيقية كانت دائما فى أيدى الأوصياء أو الوصيات كما فى