للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[باب]

خير ما يتناول به هذا الموضوع أن نجعله في مبحثين: أولًا -في المساجد، وثانيا- في الحصون.

أولًا- في المساجد والأضرحة إلخ.

لم يكن لأى مسجد حتى نهاية القرن الثالث الهجرى (التاسع الميلادي) مدخل مشهود، إذ كان الناس يدخلون جميع المساجد، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، من أبواب مستطيلة الشكل تفتح في الجدار الخارجى مثل مسجد قصر الحَيْر الشرقي الذي يرجع تاريخه إلى عام ١١٠ هـ (٧٢٩ م) , ومدخل المسجد الجامع بحرّان، ويرجع تاريخه إلى عام ٧٤٤ - ٧٥٠ م تقريبا، ومسجد قرطبة الذي يرجع تاريخه إلى عام ١٧٠ هـ (٧٨٧ م)، ومسجد عمرو الذي يرجع تاريخه إلى عام ١١٢ هـ (٧٢٩ م) والمدخلان اللذان يرجع تاريخهما إلى عام ٢٢١ هـ (٨٣٦ م) في المسجد الجامع بالقيروان؛ ومسجد بوفتاته في السوس، ويرجع تاريخه إلى ٢٢٣ - ٢٢٦ هـ (٨٣٨ - ٨٤١ م)؛ والمسجد الجامع في السوس الذي يرجع تاريخه إلى عام ٢٣٦ هـ (٨٥٠ - ٨٥١ م)؛ والمساجد الجامعة في سامراء التي يرجع تاريخها إلى ٢٣٤ - ٢٣٧ هـ (٨٤٨ - ٨٥٢ م)؛ ومسجد أبي دلف ويرجع تاريخه إلى عام ٢٤٧ هـ (٨٦٠ - ٨٦١ م)؛ ومسجد ابن طولون، ويرجع تاريخه إلى عام (٢٦٣ - ٢٦٥ هـ (٨٧٦ - ٨٧٩ م). وأول مسجد له مدخل مشهود هو ذلك المسجد الذي شيده الفاطميون عند إنشاء المهدية على خليج قابس عام ٣٠٨ هـ (٩٢٠ - ٩٢١ م). ومن الواضح أنه شيد على غرار أحد أقواس النصر الرومانية، ولا شك أنها كانت أكثر عددا في شمالي إفريقية عام ٩٢٠ منها اليوم.

وقد نقل الفاطميون هذا الطراز من الأبواب إلى مصر، حيث يظهر في مسجد الحاكم عام ٣٩٣ هـ (١٠٠٣ م). ولكن بمقاس أكثر روعة (بروز ٦.١٦ مترا، وعرض ١٥.٥٠ مترا مقابل ٣ أمتار × ٨ أمتار بالنسبة لباب مسجد المهدية). كما يظهر في مسجد الأقمر الذي يرجع تاريخه إلى عام ٥١٩ هـ (١١٢٥ م) ولكن بمقاس أصغر كثيرا، وفي مسجد بيبرس الذي يرجع تاريخه