للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الميلادى. فافتقاد الأحوال المستقرة والضرائب الفادحة دفع الفلاحين إلى ترك الأرض فى حشود كبيرة، الأمر الذى وصل إلى ذروته الخطيرة فى النصف الأول من القرن الحادى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى)، حتى لقد أطلق على هذه العملية "الهروب الكبير"، ومن ثم حول الإنكشارية والشخصيات الكبيرة المحلية فى كثير من المناطق الأرض المهجورة التى تركها الفلاحون إلى مراع لقطعانهم من الماشية، وقد كانت القوانين الجديدة التى تتعلق باستخدام الأرض و"الرعايا"، والتى صدرت فى أوائل القرن الحادى عشر الهجرى - السابع عشر الميلادى - نتيجة الجهود التى بذلت لحل هذه المشكلة. وفى القرنين الحادى عشر والثانى عشر الهجريين (السابع عشر والثامن عشر الميلاديين) حدث التغير المهم فى الأحوال الزراعية بانتشار نظم المقاطعة والالتزام؛ وظهرت طبقة جديدة من الأغوات والأعيان فى الروميللى والأناضول والذين أصبحوا فى الواقع من الملاك الكبار للأراضى بعد أن تملكوها مدى الحياة. وبالرغم من أن محمود الثانى نجح بعد عام ١٢٢٧ هـ/ ١٨١٢ م فى قمع الاعيان الكبار و"البكوات"، إلا أن أغوات aghas القرى والأعيان الأقل أصبحوا الطبقة الحاكمة فى النطاق الاجتماعى. وأصبح الفلاح يعمل مستأجرا أو مقابل حصة من المحصول، وفى ظل هذه الظروف يكمن السبب فى انتقاضات الفلاحين فى البلقان فى القرن التاسع عشر.

وقد عرف العثمانيون الأعمال التى وضعها المسلمون عن علم الفلاحة، فقد ترجم كتاب الفلاحة للشيخ أبى زكريا ابن العوام إلى التركية فى عام ٩٩٨ هـ/ ١٥٩٩ م. . وترجمه مصطفى بن لطف اللَّه. وهناك عملان مشهوران لاثنين من المؤلفين العثمانيين هما "رونق البستان" للحاج إبراهيم بن محمد وكتاب "غرس نامة لمؤلفه" "كيمانى Kemani ani"

[المصادر]

(١) F. E. Bailey: British Policy and the Turksh Reform movement

(٢) A. Yaudry: Re cherches Scientifiques en Orient

(٣) على حيدر مدحت: مدحت باشا، حياتى السياسية.

بهجت عبد الفتاح (هـ. إينالك H. Enalcik)