يرتبط العقريت أحيانا بالنفريت ويستخدم للتعبير عن القوة والدهاء والشر، والكلمة تبدو من أصل عربى، ويرى مؤلفو المعاجم أن مصدرها يأتى من الفعل "عَفَر" بمعنى (مرَّغه فى التراب أو دسَّه فيه)، وندر استخدام اللفظ فى الشعر العربى زمن الهجرة، وقد ذكر مرة واحدة فى القرآن الكريم فى قصة سليمان عليه السلام عندما طلب عرش ملكة سبأ {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ} سورة النمل الآية ٣٩. وقد أظهرت بداية الآية ٤٠ من نفس السورة أن المقصود من كلمة عفريت هو التمرد وليس أنه نوع معين من الجن.
وثمّة حديث شريف رواه أبو هريرة عن الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] استخدم نفس المصطلح "عفريت من الجن"(صحيح مسلم , ١٣٣٤ هـ القاهرة جزء ٢، الدميرى , الحيوان ١٣١٩ القاهرة جزء ١ ص ١٧٣).
انتشر استخدام الكلمة بعد ذلك بمفهومها الدلالى، وأصبحت تعنى نوعًا من القوى الغيبية التى تمتاز بالدهاء والمكر. ويصعب عادة التفرقة بين العفريت والجن حيث يشير الأخير إلى كل ما هو خفي عن الأبصار، ويشمل ذلك أيضًا الشياطين والمردة. وقد جاء ذكر المارة فى القرآن الكريم مرة واحدة فى سورة الصافات آية ٧ واستخدمت كصفة بمعنى المتمرد.
وجرت العادة بعد ذلك على استخدام كلمة مارد لوصف نوع هائل من المخلوقات يصعب تمييزه عن العفاريت. وقد أجمع أغلب المفسرين على اعتبار كل منهما نوعًا من الشياطين المتمردين. ويرى الجاحظ أن الشيطان جن مارق يزرع الفرقة ويفعل الشر، وهو من القوة بحيث يمكنه أداء أعمال شديدة الصعوبة، فهو يحمل أثقالًا ويسترق السمع فى السموات (القرآن الكريم سورة الصَّافات الآيات ٦ - ١٠، وسورة الجن ٨ - ٩) والمارد نوع من العفاريت أشد قوة (الحيوان ١٣٥٦، ١، ص ٢٩١) والمارد أقوى من العفريت وقد تصل قوته إلى أربعين ضعفًا (سيف بن ذى يزن، القاهرة) ويخضع