وبعد: فابن الأثير مؤرخ يمتاز بشدة التثبت فيما ينقل، بل قد يسمو أحيانا إلى نقد المصادر التى يستمد منها، وله استدراكات وجيهة على الطبرى والشهرستانى وغيرهما من العلماء والمؤرخين الذين نقل عنهم.
(انظر "وفيات الأعيان" لابن خلكان جـ ١، ص ٢٠٨, ٤٩٤ - ٤٩٥ طبع بولاق سنة ١٢٨٥ هـ؛ وكتاب "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكى جـ ٥، ص ١٢٧ طبع مصر سنة ١٣٢٧ هـ؛ و"الكامل" لابن الأثير جـ ١، ص ١٢٧ و ١٣١ طبع بولاق سنة ١٢٩٠ هـ).
Das Varhaltnis von: Von C. Brockelmann Ibn El-Atirs Kamil Fit Tarich zu Tabaris Ahbar Errusul Wal Muluk. Strassburg, ١٨٩٠.
عبد الحميد العبادى
[ابن الأحنف أبو الفضل العباس]
شاعر من شعراء بلاط هارون الرشيد، أجداده عرب من قبيلة حنيفة باليمامة، كانوا استقروا فى خراسان، ومع ذلك فإن الدماء الفارسية كانت تغلب عليه. وهو خال إبراهيم الصولى. ولقد صحب الرشيد فى حملاته على خراسان وأرمينية. ولما توفى حوالى عام ١٩٢ هـ (٨٠٨ م) عهد إلى المأمون بالصلاة عليه. ولكن المسعودى يعطينا رواية أخرى عن خاتمة هذا الرجل؛ كما تذكر بعض الروايات أنه عاش بعد وفاة الرشيد.
وكل شعره فى الغزل والنسيب، أما أسلوبه فيميل إلى الصناعة والبعد عن الطبيعة. ولقد بزه معاصره أبو نواس وأطفأ شهرته، ولكنه مع ذلك كان يفوق أبا نواس فى شخصيته وسلامة ذوقه، وطُبع ديوانه مع ديوان ابن مطروح (الآستانة ١٨٨٨ م) وبه ترجمة للشاعرين اعتمد فيها على ابن خلكان.