يحدد عام ٢٢١ هـ/ ٨٣٦ م حدثا ذا أهمية كبيرة (أى فى تاريخ تطور العمارة والفنون الإسلامية) ألا وهو تأسيس مدينة سامرا. وقد شيد القصر (أى قصر الجوسق الخاقانى المعروف ببيت الخليفة) على حافة الهضبة التى ترتفع عن مستوى الوادى الخصيب لنهر دجلة بحوالى ١٧ م.
ويوجد فى الوادى نفسه حوض كبير مساحته ١٢٧ م ٢، ومنه يرتفع درج كبير عرضه ٦٠ م يصعد منه إلى مستوى الأرضية الأعلى التى تتقدم باب العامة. (شكل ٢٣).
ويعد هذا الباب أحسن أجزاء القصر الباقية حفظا، وهو يتكون من واجهة ذات ثلاثة عقود كبيرة يبلغ ارتفاعها حوالى ١٢ م، وتوجد خلفه ثلاث حجرات عرضية مغطاة بأقبية برميلية، ويلى الباب دهليز يمر بين ست قاعات عرضية وبعد ذلك نصل إلى فناء مربع، وإلى الشمال توجد حجرات الخليفة وإلى الجنوب يوجد جناح الحريم.
وبمتابعة السير على محور الباب نصل إلى فناء طويل هو المعروف بساحة الشرف، وخلف هذا الفناء يوجد مدخل ثلاثى العقود يؤدى إلى حجرة العرش، وتتكون هذه الحجرة من أربع قاعات على شكل حرف T، وقد رتبت هذه القاعات بشكل متقابل حتى يمكن الحصول على قدر كاف من الإضاءة