التوسعة هى خاتمة الزيادات المسجلة (أى فى المصادر)، وتكمن أهميتها فى أنه يمكن أن نحدد من خلالها أن الجزء الواقع من المبانى الحالية على يمين الخط المرسوم المنصف للجامع (أى فيما بين المحراب الكبير الحالى وفتحة الباب الأوسط المقابل له بالواجهة البحرية) لا يمكن أن يكون تاريخه بأى حال من الأحوال قبل عام ٢١٢ هـ/ ٨٢٧ م.
وأصبحت مساحة الجامع على ما هو عليها الآن إذ يبلغ طول الجدار الجنوبى الشرقى ١٠٩ م والجدار الشمالى الغربى (المقابل له) ٢٨/ ٢٠٥ م والجدار الشمالى الشرقى ٥٥/ ١٢٠ م والجدار الجنوبى الغربى (المقابل له) ٢٨/ ١١٧ م. هذا وقد كشفت أعمال الحفر عن أساسات الجامع التى قام بها (كريسويل) فيما بين ١٩٢٦ - ١٩٣٣ م أنه توجد سبع بائكات تجرى من اليمين إلى اليسار (أى موازية) فى جانب القبلة ومثلها فى الجانب المقابل (أى الجانب البحرى) وأربع بائكات: فى الجانب الجنوبى الغربى أما بائكات الجانب الشمالى الشرقى فتتجه عمودية على الجدار. ويبلغ ارتفاع الجدران الخارجية بدون الشرافات المتوجه لها حوالى ١٠.٥٠ م وهذه الشرافات لا نعرف عن طرازها شيئا.
وتوجد فى أعلى جدران الجامع ثمان وسبعون نافذة ذات تصميم رائع ويبلغ اتساع فتحتها (أى بحر العقد) حوالى ٢.٧٠ م وبنواصيها من الداخل والخارج صف من الأعمدة المدمجة وزوج من الأعمدة الرخامية القصيرة على جانبى فتحة النافذة. وتوجد طبلية خشبية مستعرضة ترتكز على الأعمدة الرخامية مما أدى إلى تقليل سعة الفتحة إلى ١.٩٠ م هذا وتعتبر كل العقود الباقية عقودًا ممتدة ومدببة تدبيبًا خفيفا، ويوجد عدد من الطبالى والروابط الخشبية مزخرفة بزخارف محفورة تتكون من إفريز متتابع من أوراق الأكانتس قوامه أربعة أوراق ملتفة تتبادل مع أوراق ذات خمسة فصوص (شكل ٢٢).
وتتجلى أهمية هذه الزخارف بصفة أساسية فى أنها مشتقة من الفن الهيليينستى السورى وتثبت أن الفن العباسى العراقى، الذى ظهر بعده ٥٠ عامًا فى جامع ابن طولون، لم يصل إلى مصر بعد (أى حتى عام ٢١٢ هـ/ ٨٢٧ م).