الأعلى وعلى ثورة أضرمها البربر فى تاكُونّا (باقليم رُندة) كما حارب نصارى الشمال، واعتمد هشام الرضا على قواده الذين كان من بينهم أبو عثمان عُبيد اللَّه بن عثمان والأخوان عبد الكريم وعبد الملك ولدا عبد الواحد بن مغيث، وقد انصرفت الحكومة الأموية منذ ١٧٥ هـ (= ٧٩١ م) لتكريس جهدها للناحية الحربية فظلت فى حملات عسكرية مستمرة كانت ترسلها سنويا لمحاربة النصارى، فكثرت حملاتها على النواحى الشمالية إلى آلبا والقلاع (قشتالة القديمة) وتكررت حملاتها على المناطق الشمالية الغربية إلى حليقية (أى الأشتوريين) حتى بلغت أوربدا التى خربتها سنة ١٧٨ هـ وحاربت قوات هشام الرضا فى ناحية الشمال الشرقى فى منطقة إسيرنو (أفرنجة أو جاروندة) وقاتلت فى اربونة Arbonne ويبدو أن هذه كانت آخر مرة يهاجم فيها جيش إسلامى اربونة واعتبرت هذه الحملة نصرًا عظيمًا، ذلك أنه قد بيع أسراها بمبلغ قدره خمسة وأربعون ألف قطعة ذهبية، وإذا أخذنا بما يقوله المقرى فقد جئ إلى قرطبة بحجارة من سور البلد الفرنسية إلى قرطبة استخدمه القوم فى بناء أحد المساجد ونسمع عن الزيادات التى زادها هشام فى جامع قرطبة الكبير وإعادة ترميمه للجسر الذى على نهر الوادى الكبير الذى كان السيل قد أضرّ به، ويقول ابن الفوطية فى هذا الصدد أن ما انفق على هذين العملين استنفد خمس غنائم أربونة.
ويشبه الناس هشاما الأول أبا الوليد بقريبه عمر بن عبد العزيز فى سلوكه الخاص وتمسكه لعمود الدين، واستطاعت المدرسة المالكية الجديدة أن تسير بخطى إلى الإمام بفضل حدبه وعطفه عليها، وقد مات فى صفر ١٨ هـ (= ابريل ٧٩٦ م) بعد حكم لم يطل أكثر من سبع سنوات ونصف.