عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمدانى الأسدابادى أبو الحسن الفقيه المعتزلى، الشافعى المذهب، ولد حوالى سنة ٣٢٥ هـ ونشأ فى بغداد وظل بها حتى استدعاه إليه صاحب الرى ابن عباد الذى كان من غلاة المعتزلة فذهب إلى هناك وجعله قاضى الولاية، ومن ثم ترد الإشارة إليه فى أدب الاعتزال المتأخر مقرونا بقاضى القضاة، وقد أورد ياقوت (فى إرشاد الأريب جـ ٢/ ٣١٢، ٣١٤) كثيرا من أخباره وعلاقاته بابن عباد الذى ما كاد يموت حتى أمر الوالى الجديد فخر الدولة بخلعه من منصبه فخلع وزج به فى السجن، وكان سبب ذلك ملاحظة بدت من عبد الجبار فيها مساس بمولاه الراحل. ويبدو أنه لا تتوفر أى تفاصيل عن الفترة الأخيرة من حياة الهمدانى، فلا نعرف عما إذا كان قد أعيد إلى منصبه السابق أم بقى معزولا عنه حتى وافته منيته عام ٤١٥ هـ (= ١٠٢٥ م).
والكتاب الرئيسى الذى وضعه عبد الجبار والمتعلق بعقيدة المعتزلة كتاب ضخم يعرف بالمغنى لا يزال الجزء الأكبر منه محفوظا فى صنعاء (انظر فهرست كتب الخزانة المتوكلية ١٠٣ - ١٠٤) كما تتوفر بعض مجلدات منه فى القاهرة جئ بها من صنعاء (انظر خليل نامى: البعثة المصرية لتصوير المخطوطات العربية، القاهرة ١٩٥٢ م، ص ١٥). وهناك كتاب آخر مهم عن عقائده اسمه "المحيط بالتكليف" وضعه تلميذه ابن "متويه" وتوجد بضعة مجلدات منه فى صنعاء (انظر الفهرس، ص ١٠٢، وانظر الجزء الأول من كتالوج برلين، رقم ٥١٤٩، وفهرست الخزانة التيمورية، العقائد رقم ٣٥٧، ومقتطفات منه فى مكتبة لينينجراد) انظر فى ذلك Borisa: les mass. Mutazalites de la Bibliotbeque Publique. ١٩٣٥, pp ٦٣ - ٩٥، أما رسالته عن النبوة المسماة "تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] " فموجودة فى مكتبة شهيد على باشا تحت رقم ١٥٧٥، وانظر ريتر، ١٩٢٩ م، ص ٤٢) وتحتوى هذه الرسالة أيضا على بحوث مهمة عن آراء