ومحصلها أنه حدث فى شهر المحرم عام ٤١٥ أن قبض على شخص أقرّ بأنه وحده هو الجانى، وقدم برهانا على قوله قطعة من جلد رأس الحاكم وقطعة من "الفوطة" التى كانت عليه، وأعلن أنه قتله "غيرة للَّه وللإسلام". وعندما سُئل كيف قتله أخرج سكينا ضرب بها فؤاده فقتل نفسه وقال:"هكذا قتلته". وخلف الحاكم ولده الظاهر، وكان فتى فى السادسة عشرة من عمره، ومن ثم أصبحت عمته ست الملك وصية على العرش. وأعادت ست الملك خلال السنوات الأربع التى قضتها وصية الاستقرار والنظام إلى الدولة، وملأت بيت المال، ونظمت الجيش، وكان حكمها قاسيا ولكنها كانت تراعى المصلحة العامة فاكتسبت احترام رعاياها. وقد عاقبت عمال الدولة المستهترين من غير محاباة أو تحيز، كما كانت سريعة فى إخماد أى فتنة تنشب فى مصر أو فى الأقاليم، واستطاعت بالخدعة القبض على عبد الرحمن والى دمشق المنتقض عليها، وكان الحاكم قد اختاره ليكون وليا للعهد، وسجنته فى القاهرة.
وعندما مرضت وأدركت أن لا أمل لها فى الشفاء أمرت بقته. وتوفيت هى بعد ذلك بثلاثة أيام عام ٤١٥ للهجرة.
[المصادر]
(١) أبو المحاسن بن تغرى بردى: النجوم الزاهرة (مطبوعات جامعة كاليفورنيا) جـ ٢، ص ٧٠ - ٨١، ١٢٩ وما بعدها.
(٢) أبو الفرج Chronicum Syriacum طبعة Brunsand Risch ص ٢٢٣ وما بعدها.
(٣) ابن خلدون: التاريخ، جـ ٤، ص ٦١.
(٤) تاريخ ابن الأثير، جـ ٩، ص ١٠٨ وما بعدها.
(٥) ابن خلكان، وفيات الأعيان، ترجمة دى سلان، جـ ٣، ص ٤٥٢.
(٦) الكندى: كتاب الولاة والقضاة، طبعه Guest ص ٨٠٦.