عبد الملك بن صالح بن على بن عبد اللَّه ابن عباس هو ابن عم الخليفتين أبى العباس السفاح وأبى جعفر المنصور، وقد خرج فى عدة حملات لمهاجمة الروم زمن هارون الرشيد سنة ١٧٤، ١٨١ هـ، وإن كان هناك من المصادر ما يضيف إلى ذلك حملة سنة ١٧٥ هـ (٧٩٢ م) وإن قيل إن حملة تلك السنة كانت بقيادة ابنه عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح.
وتولى عبد الملك بن صالح المدينة فترة من الوقت وولاية مصر أيضا لكنه لم يسلم من شكوك الخليفة فألقى به فى السجن سنة ١٨٧ هـ (٨٠٣ م) من غير سبب يقبله العقل، وظل فى حبسه حتى جاء الخليفة المأمون سنة ١٨٣ هـ) فأطلق سراحه وعينه ١٩٦ هـ (٨١١ م) واليا على الشام وشمالى العراق فنهض عبد الملك بن صالح فى لحظته إلى الرقة فمرض فيها ومات بها. ويؤكد المسعودى فى التنبيه أنه مات فى سنة ١٩٦ هـ، ولكنه عاد فى مروج الذهب (٤/ ٤٣٧) فجعل وفاته سنة ١٩٧ هـ. أما ابن خلكان فيقول إنه مات سنة ١٩٣ ثم يعود فيجعلها سنة ١٩٩ هـ.
وقد أمر الخليفة المأمون بعد بضع سنوات بنبش قبره، ويقال إن السبب فى ذلك أن عبد الملك كان قد أقسم أثناء الفتنة بين الأمين والمأمون ألا يقطع العهد أبدا للمأمون.
د. حسن حبشى [ك. ف. تسترتشتين K.V.Zettersteen]
[عبد الملك بن قطن الفهرى]
ولى حكومة الأندلس بعد مقتل عبد الرحمن بن عبد اللَّه الغافقى فى حملته فى غالة سنة ١١٤ هـ (٧٣٢ م)، ثم تخلى عن الحكم سنة ١١٦ هـ (= ٧٣٤ م) لعقبة بن الحجاج السلولى ثم عاد إليه سنة ١٢٣ هـ (٧٤٠ م). ولما كان عبد الرحمن بن قطن من حزب المدينة وهواه معهم فإنه لم يكتم كراهيته لخليفة دمشق.
وقد صادفته مشاكل خطيرة من جانب البربر الذين ثاروا فى شبه جزيرة أيبيريا حتى هددوا قرطبة ذاتها،