بينها الأشرطة متخذة هيئة حبات السبح ينفرط عقدها أو تتشابك فتتخذ شكل الزهريات أو القيثارة أو قرن الخصب، وبعضها أكثر جيشانا بالحركة يتكشف عن زخارف عربية حول عناقيد العنب وفروع الكروم.
وقد ذهب ناس إلى تقسيم الرسوم الزخرفية فى سامراء، تقسيما دقيقًا إلى ثلاث فئات:
الطراز الأول: وهو الذى تغلب فيه السمات القبطية. والطراز الثانى: وهو الذى تغلب فيه السمات الإيرانية. والطراز الثالث: وهو الذى تغلب فيه سمات بلاد الجزيرة. ويبدو لنا أن تقسيما منهجيا كهذا التقسيم الذى يعتمد على النماذج الأصلية التى نقلت عنها الرسوم قد يؤدى بالمرء إلى الخطأ؛ وثمة فكرة يخرج بها من يدرس أطلال سامراء التى يعد كشفها أمرًا له قيمته فى تاريخ الفنون الشرقية، وهذه الفكرة هى أن عوامل فنية عدة قد التقت فى هذه البقعة من آسية من غير أن تتصادم أو تحاول إحداها أن تطغى على الأخرى، ذلك أن سامراء كانت مركزًا جذب إليه فنانين كثيرين من جميع أنحاء المعمورة، استهوتهم ثروة بلاط الخلفاء العباسيين والرعاية التى كانوا ينعمون بها فى ظلهم. وقد قدر لسامراء، أن تكون البوتقة التى انصهر فيها الفن اليونانى، والفن السريانى القبطى، والفن الهندى الفارسى جميعا، وبزغ من هذا كله فن جديد متميز هو الفن الإسلامى.
[المصادر]
(١) Die Ausgrabungen von Samarra: E. Herzfeld، جـ ١ برلين.
(٢) المؤلف نفسه: Der Wandschmuck der Bauten von Samarra und seine Ornamentik برلين (١٩٢٣)،
(٣) المؤلف نفسه: Mshatta, Hira und Badiya فى Jahrbuch der perwsischen Kunstsammlungen (١٩٢١).
(٤) المؤلف نفسه: Die kleinfunde von Samarra und ihre Ergebnisse fur das is lamische kunstgewerbe des ٩. Jah rhunderts (١٩١٤)؛