عبد اللَّه بن معاوية لنقل نشاطه إلى نواح أخرى، ولما عهد مروان بحكومة العراق إلى النضر بن سعيد الحرشى رفض عبد اللَّه رفضًا باتًا أن يتخلى عما بيده وحينذاك ظهر النضر أمام الكوفة على حين بقى عبد اللَّه فى الحيرة واندلعت الخصومات بين الطرفين غير أنه سرعان ما ظهر عدو مشترك لهما معًا تمثل فى القائد الخارجى الضحاك بن قيس مما حمل الجانبين المتنازعين على الاتفاق بل وضم قواتهما بعضها إلى بعض، لكن الضحاك تمكن من هزيمتهما فى رجب سنة ١٢٧ هـ هزيمة أرغمت عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز على الارتداد إلى واسط وسقطت الكوفة فى يد المنتصر، وحينذاك عادت الخصومة القديمة التى كانت بين الواليين إلى ما كانت عليه من قبل. غير أن نهاية منازعاتهما جاءت على يد الضحاك الذى فرض الحصار بضعة أشهر على عبد اللَّه الذى لم يجد مناصا من أن يعقد الصلح مع الضحاك. وتلى ذلك إلقاء القبض على مروان وعبد اللَّه، وتقول الأخبار إنه مات بالطاعون فى سجن حران سنة ١٣٢ هـ (= ٧٤٩ - ٧٥٠ م).
[المصادر]
(١) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك، ليدن ١٨٧٩ - ١٩٠١، الجزء الثانى، ص ١٨٥٤.
(٢) Wellhausen: Das arabische Reich, ٢٣٩ ff
د. حسن حبشى [ك. ف. تسترشتين K.V.Zettersteen]
عبد اللَّه بن مطيع
عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود العدوى، كان هو وعبد اللَّه بن حنظلة من زعماء الثورة ضد الخليفة يزيد بن معاوية (ولما خرج أهل المدينة ضد بنى أمية زمن يزيد هذا ونادوا بخلعه كان عبد اللَّه بن مطيع على رأس الثوار من القرشيين وكان عبد اللَّه بن حنظلة يتزعم الناقمين من الأنصار ضد الأمويين)، ولما رأى ابن مطيع الحكومة الأموية قد أثارت سخط الأمة بعد تولى يزيد الخلافة أخذ يهيج الناس وأصبح رأس من بها من القرشيين. وقد ساهم فى وقعة الحرة فى ذى الحجة ٦٣ هـ (= اغسطس ٦٨٣ م) فلما أتيح له أن